للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أتخولكم بالموعظة، كما كان النبي يتخولنا بها، مخافة السآمة علينا (١).

وكما يدعو الخطيب يوم الجمعة للمسلمين تبعًا للموعظة، ويؤمن عليه الحاضرون، وكما يدعو الإمام في القنوت تبعًا للصلاة، ويؤمن عليه المصلون، ويكون هذا من الاجتماع على الذكر كالاجتماع على خطبة الجمعة ﴿اسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، وليس من الذكر الجماعي، أما أن يتخذ الاجتماع للدعاء سنة، فأحدهم يدعو، والبقية تؤمن فهذا الذي يظهر أنه أنكره عامل عمر، وقام بتبليغه لأمير المؤمنين، وعزر عمر على فعله.

الدليل الرابع:

(ث-٥٠٨) ما رواه الدرامي، قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، أنبأنا عمرو بن يحيى قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:

كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن، قلنا: لا بعد، فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج، قمنا إليه جميعًا، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرًا، قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوما حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة، فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك -أو انتظار أمرك- قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم


(١) صحيح البخاري (٧٠)، وصحيح مسلم (٨٣ - ٢٨٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>