وروى عبد الرزاق كما في المطالب العالية (٢٠٩٦٢)، عن معمر، عن الزهري، عن كثير بن أفلح، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام في نهيه عن قتل عثمان ﵁. ورواية الزهري عن كثير بن أفلح من قبل الإرسال الخفي، فقد نقل الذهبي في تاريخ الإسلام عن النسائي قوله: روى عنه الزهري مرسلًا لم يلحقه، فإن كثيرًا أصيب يوم الحرة، وقال في الكاشف: وعنه الزهري مرسلًا. وانظر: حاشية المطالب العالية (١٨/ ٥٠). فتبين من هذا أن كثير بن أفلح روى عنه ابن سيرين، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ولم أتقصد إخراج هذه الآثار، وإنما المقصود منها الوقوف على من روى عن كثير بن أفلح، والذي ثبت هما اثنان: ابن سيرين وابن موهب. وقد وثقه النسائي، والعجلي، وصحح حديثه الترمذي، فقال في السنن (ت بشار) (٥/ ٣٥٢): «هذا حديث حسن صحيح»، علق بشار عواد في حاشيته (٥/ ٣٥٢): «هذا الحديث ليس في النسخ العتيقة من جامع الترمذي؛ إذ لم نجد له أثرًا في النسخ والشروح التي بين أيدينا، ولم يذكره المزي في تحفة الأشراف، ولا استدركه عليه الحافظان العراقي وابن حجر، ولو كان في بعض النسخ دون بعض لفعلا ذلك، والله أعلم». كما صححه الحاكم في المستدرك. وقال الحافظ: «هذا حديث صحيح، ورجاله رجال الصحيح إلا كثير بن أفلح وقد وثقه النسائي والعجلي ولم أر لأحد فيه كلامًا». فإذا تأملت الحديثين فكلاهما غريب الإسناد، فالأول تفرد به علي بن فضيل بن عياض، ولا يعرف له من الرواية إلا هذا الحديث. والحديث الثاني: تفرد به أفلح بن كثير، ولا يصح له حديث مرفوع إلا هذا الحديث، وحديثان ضعيفان، وعدد من الآثار. فأرجو أن يكون حديث زيد بن ثابت حسنًا إن شاء الله تعالى، والله أعلم.