للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأول: أن يكون معنى إذا فرغت من الصلاة: أي فرغت من التشهد، وقد قال به عامر الشعبي، حيث صح عنه أنه قال: إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك (١).

والمعنى الثاني: إذا حملنا الفراغ على الانصراف من الصلاة، وليس على التشهد، فينبغي حمل الدعاء على المأثور فقط، كالاستغفار ثلاثًا، وحديث: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وليس على مطلق الدعاء؛ لأنه لم يصح عن النبي إذن بالدعاء المطلق بعد الصلاة، وإنما ثبت عنه بعض الأدعية، فيقتصر على ما صح منها. والله أعلم، حتى لا يكون ذلك استدراكًا على الشارع.

وسوف أذكر لكم خلاف العلماء في الدعاء بعد الصلاة في المبحث التالي، أسأل الله وحده العون والتوفيق.

وقد تركت بعض الأدعية الضعيفة اقتصارًا على ما ذكرته، وفيها الكفاية، ولأن بعضها سيأتي ذكره في مناسبات مختلفة في المباحث التالية إن شاء الله تعالى.


(١) ذكره الواحدي في التفسير الوسيط (٤/ ٥٢١)، والسمعاني في التفسير (٦/ ٢٥٢)، والبغوي في التفسير (٥/ ٢٧٦).
وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٢٧)، حدثنا ابن إدريس، عن الشيباني، عن الشعبي، قال: إذا فرغت من التشهد فادع لآخرتك ودنياك ما بدا لك.
إلا أن ظاهر رواية المصنف ليست في معرض تفسير الآية، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>