للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= واعتمد ذلك ابن خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٩٧٢) والمزي في تهذيب الكمال (١٩/ ١٨٩) حيث روياه من طريق ابن البراء عن أبيه، وذكراه في ترجمة (عبيد بن البراء) مما يعني ترجيحهما أن المبهم هو عبيد بن البراء.
فيبقى الترجيح بين رواية وكيع وسفيان في تسمية ابن البراء (يزيد بن البراء) وبين ترجيح رواية محمد بن رافع، وأحمد بن عبدة الضبي، في تسميته عبيد بن البراء، ووكيع وسفيان أرجح ممن خالفهما، والله أعلم. هذا من حيث الاختلاف في إسناد الحديث.
وأما الاختلاف في لفظ الحديث فقد جاء بألفاظ متعددة:
اللفظ الأول: كنا إذا صلينا خلف رسول الله أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك.
هذا لفظ الجماعة ممن رواه عن مسعر، وهو في صحيح مسلم (٦٢ - ٧٠٩).
اللفظ الثاني: كنا إذا صلينا مع رسول الله ، مما أحب أو نحب أن نقوم عن يمينه فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك.
ولم يقل: (يقبل علينا بوجهه) وهذا لفظ وكيع.
اللفظ الثالث: كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله ؛ لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه.
هذا لفظ سفيان بن عيينة.
وقد سبق تخريج هذه الطرق عند الكلام على الاختلاف في إسناد الحديث، فأغنى ذلك عن إعادة تخريجها.
فالعلة في تفضيل الصحابة ليمين النبي ، مختلف فيها في حديث البراء:
أهو من أجل أن النبي كان يقبل عليهم بوجهه، كما في رواية الجماعة عن مسعر، وهذا يقتضي أن النبي كان يقبل على يمين الصف دون يساره.
وفي ترجيح رواية الجماعة نقع في معارضة الأحاديث الأخرى والتي ظاهرها أنه كان يقبل على الجميع بوجهه، كما في حديث سمرة بن جندب في البخاري، ولم يختلف عليه في لفظه، كما في حديث البراء، وحديث أنس، وحديث ابن مسعود، وسبق ذكرها.
أم هو من أجل كون النبي يبدأ بالسلام عن يمينه؛ كما هي رواية سفيان بن عيينة، عن مسعر.
وقد انفرد سفيان بن عيينة بذكر هذه العلة مخالفًا رواية الجماعة عن مسعر، إلا أن الأخذ بهذه العلة فيها مرجح كون القول بها لا يعارض الأحاديث الأخرى التي تقول بأن النبي يقبل على الجميع بوجهه.
وأما رواية وكيع عن مسعر، فقد خلت من ذكر العلتين، فلم يعلل الأمر لا ب (الإقبال عليهم بوجهه)، ولا بكونه (يبدأ السلام باليمين)، والله أعلم.
ومع الاختلاف في إسناده ولفظه، ومعارضته لحديث جماعة من الصحابة في كون النبي يقبل على صحابته بوجهه، فهناك اختلاف آخر على البراء ، وهو خلاف مؤثر =

<<  <  ج: ص:  >  >>