للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكذا، فثنى رجليه، واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه، قال: إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني … الحديث (١).

الشاهد قوله: (ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: … إلخ)، وفيه أن الخطبة الإرشادية تقدم على أذكار الصلاة.

الدليل الخامس:

(ح-٢٠٤٠) ما رواه البخاري ومسلم من طريق مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود،

عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: صلى لنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب (٢).

الدليل السادس:

العلماء متفقون على أن الإمام إذا فرغ من الصلاة المفروضة يكره له البقاء على حاله مستقبل القبلة، وإذا كره استقبال القبلة بعد الفراغ من الصلاة أبيح له أحد أضدادها، ومنه الاستدبار.

ولأن استقبال القبلة، منه ما هو شرط لصحة العبادة، كالصلاة.

ومنه ما هو مستحب كاستقبال القبلة في الدعاء، خاصة ما ورد فيه نص.

ومنه ما هو مكروه أو محرم، كاستقبال القبلة ببول أو غائط.

ومنه ما هو مكروه كاستدامة استقبالها بعد الفراغ من الصلاة.

ومنه ما يستحب استدبارها كاستدبارها من الإمام حال خطبة الجمعة.

ومنه ما يباح استدبارها، وهو الأصل، وحال الفراغ من الصلاة فرد منه.


(١) صحيح البخاري (٤٠١)، وصحيح مسلم (٨٩ - ٥٧٢).
(٢) صحيح البخاري (٨٤٦)، وصحيح مسلم (١٢٥ - ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>