والإسناد الثاني ضعيف جدًّا، فإن عبد الرحمن بن الحسن متهم بالكذب، والله أعلم، وعلى كل حال، فإن إسناده لا شك أنه منقلب على راويه، مخالف لكل من رواه عن عاصم، عن أبي عثمان النهدي، والله أعلم. الخلاصة: الحديث بلفظ: (عن أبي عثمان أن بلالًا … ) لم يأت إلا من طريق الطبراني من رواية الدبري، عن عبد الرزاق، وهو خلاف ما رواه عبد الرزاق في المصنف. وبما رواه أبو بكر الشافعي بإسناد ضعيف، فلا أستطيع أن أعتبر هذا اللفظ هو المحفوظ من رواية أبي عثمان النهدي، ولا أرى أن هذا اللفظ يُعَلُّ به غيره. كما أن ذكر الحديث من مسند سلمان شاذ جدًّا. ويبقى الترجيح بين الطريقين: عن بلال، أو قال: قال بلال. فالأول أكثر المتابعات وردت له عند الطبراني والبزار، وهي مجمع الغرائب والمنكرات بخلاف الثاني فإنه في دواوين أهل السنة، فالراجح عندي في إسناده (قال: قال بلال)، وهو ظاهر الإرسال، وعلى التنزل أن يكون المحفوظ هو قولهم: (عن بلال)، فإن العلة عدم سماع أبي عثمان النهدي من بلال، حيث قدم على المدينة في زمن عمر، وكان بلال قد غادر إلى الشام، ولم أقف على طريق واحد يصرح فيه بالسماع، والله أعلم. (١) صحيح البخاري (٦٣٦)، وهو في مسلم بنحوه (٦٠٢). (٢) موطأ مالك (١/ ٧٢)، وعن مالك رواه عبد الرزاق في المصنف (٣٤١١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧٣٩٥).