وقد رواه عبد الرزاق عند الطبراني (١١٢٤) عن الثوري به، أن بلالًا. وهذا اختلاف آخر على عبد الرزاق، إلا أنه انفرد به الطبراني، وهو كما قلت لك، مع مخالفته ما في مصنف عبد الرزاق، وسيأتي ذكره في الوجه الثالث. وقد استغرب ابن خزيمة في صحيحه (٥٧٣) رواية محمد بن حسان الأزرق حتى قال: حدثنا بخبر غريب غريب، إن كان حفظ اتصال الإسناد … ثم قال: هكذا أملى علينا محمد بن حسان هذا الحديث من أصله … الثوري، عن عاصم فقال: عن بلال، والرواة إنما يقولون في هذا الإسناد عن أبي عثمان: أن بلالًا قال للنبي ﷺ. وقد رجح البيهقي رواية عبد الرزاق، فقال بعد أن ذكر رواية عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: قال بلال، قال البيهقي: «ورواه وكيع، عن سفيان، فقال: عن بلال، أنه قال: يا رسول الله، ورواية عبد الرزاق أصح، كذلك رواه عبد الواحد بن زياد، عن عاصم، ورواه شعبة بن الحجاج، عن عاصم». الوجه الثاني: عن أبي عثمان، قال: قال بلال. أخرجه عبد الرزاق (٢٦٣٦) ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥) عن الثوري، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: قال بلال. ورواه ابن أبي شيبة حدثنا حفص. ورواه أحمد عن محمد بن فضيل، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٦). ورواه أحمد حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٣) من طريق عبد الواحد كلهم (الثوري من رواية عبد الرزاق، وحفص ومحمد بن فضيل، وشعبة وعبد الواحد) رووه عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: قال بلال … وذكر الحديث. وهذا ظاهره الإرسال. الوجه الثالث: عن أبي عثمان، أن بلالًا. وهذا الوجه يشبه الوجه الثاني في الحكم. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١٢٤) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم، عن أبي عثمان، أن بلالًا. وهذا الطريق عن عبد الرزاق مما تفرد به الطبراني، وهو مخالف لما في المصنف، وقد نبه الحافظ ابن رجب عما انفرد به الطبراني، فقال في شرح علل الترمذي (٢/ ٦٢٤): «نجد كثيرًا ممن ينتسب إلى الحديث لا يُعْنَى بالأصول الصحاح، كالكتب الستة ونحوها، ويُعْنَى بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، وأفراد الدارقطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير». اه. وفيه طريق آخر رواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (١٢٩) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة=