وقال ابن خزيمة: الأعمش أحفظ من مائتين مثل محمد بن أبي صالح. وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ٣٩١): إنه هو الصواب. وقال البرقاني كما في سؤالاته للدارقطني (٤٦٧): «سألت الدارقطني عن حديث نافع بن سليمان، عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشه (الإمام ضامن). قال: محمد هذا مجهول، وقيل هو أخو سهيل، يترك هذا الحديث». وقال البخاري فيما نقله الترمذي في العلل الكبير (٩٢): إن حديث عائشة أصح. جاء في العلل الكبير للترمذي (ص: ٦٥): «سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح من حديث أبي هريرة في هذا الباب، وسألت أبا زرعة فقال: حديث أبي هريرة أصح عندي من حديث عائشة، وذكر عن علي بن المديني قال: لا يصح حديث عائشة ولا حديث أبي هريرة، وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب عن الحسن عن النبي ﷺ مرسلًا». فإن قيل: كيف يكون حديث عائشة أصح عند البخاري من حديث الأعمش؟ قيل: إن محمد بن أبي صالح، وإن كان ضعيفًا إلا أنه معلوم، بخلاف الأعمش عن رجل، عن أبي صالح، فإنه مبهم غير معلوم، هذا وجه ترجيح البخاري ﵀. وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ٢٩٦): «وفي إسناد الحديث اختلاف كثير، وقد روي موقوفًا على أبي هريرة .. ». وقال الدارقطني في العلل (١٠/ ١٩٧): «وقد اضطرب الحديث، عن أبي صالح، وزعم علي بن المديني أن حديث يونس، عن الحسن مرسل، عن النبي ﷺ بذلك أحبها إليه، وأحسنها إسنادًا». هـ وقد أخطأ ابن حبان عليه رحمة الله فصحح الحديث من مسند أبي هريرة ومن مسند عائشة، كما صحح الموقوف، ولم ير أن مثل هذا الاختلاف علة في الحديث، فقال في صحيحه (٤/ ٥٦٠): «سمع هذا الخبر أبو صالح السمان عن عائشة على حسب ما ذكرناه، وسمعه من أبي هريرة مرفوعًا، فمرة حدث به عن عائشة، وأخرى عن أبي هريرة، وتارة وقفه عليه ولم يرفعه، وأما الأعمش فإنه سمعه من أبي صالح عن أبي هريرة موقوفًا، وسمعه من سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا، وقد وهم من أدخل الأعمش بين سهيل وأبيه؛ لأن الأعمش سمعه من سهيل، لا أن سهيلًا سمعه من الأعمش». (١) الأم (١/ ١٨٦).