للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في أذنيه؟ قال: لا (١).

[حسن] (٢).

الدليل الثالث:

أن الترك كان عمل المؤذنين في المدينة، ولو كان وضعهما من السنة الموروثة لم يتركه أهل المدينة، خاصة أن الجانب العملي يبعد أن يغيره الناس مع قرب العهد، فالأمور المحسوسة كالصاع، والأذان مما يتوارثه الناس، ويعتبر عمل أهل المدينة زمن التابعين مرجحًا عند الخلاف، فقد قال ابن القاسم: رأيت المؤذنين في المدينة لا يفعلونه (٣).

(ث-٣٦) وقد روى البخاري في التاريخ الكبير، من طريق ربيع بن صبيح، عن ابن سيرين: أول من جعل أصبعه في أذنيه في الأذان عبد الرحمن الأصم (٤).

• ويناقش:

بأن قوله: (أول من جعل أصبعه في أذنيه) لعل الصواب (في أذنه) فتحرفت إلى (أذنيه).

فقد رواه ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ الكبير من طريق ابن عون،

عن محمد، قال: كان الأذان أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، ثم يجعل أصبعيه في أذنيه، وأول من ترك إحدى إصبعيه في أذنيه ابن الأصم (٥).


(١) المصنف (٢١٨٥).
(٢) رجاله ثقات إلا نسير بن ذعلوق الثوري، وثقه ابن معين والدارقطني، وقال ابن عبد البر: هو عندهم من ثقات الكوفيين. وقال أبو حاتم الرازي: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات.
(٣) جاء في المدونة (١/ ١٥٨): «قال ابن القاسم: ورأيت المؤذنين بالمدينة لا يجعلون أصابعهم في آذانهم».
وانظر: الذخيرة (٢/ ٤٩)، مواهب الجليل (١/ ٤٣٩).
وأما ما جاء في التوضيح لخليل (١/ ٣٨٢): «قال ابن القاسم: رأينا المؤذنين في المدينة يفعلون ذلك». قال الحطاب في مواهب الجليل: وكأنه سقط منه لا، والله أعلم.
(٤) التاريخ الكبير (٥/ ٢٥٩).
(٥) المصنف (٢١٨٦)، والتاريخ الكبير (٥/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>