السادس: سفيان بن عيينة، كما في مستخرج أبي عوانة (١٤٠٩) ومستدرك الحاكم. وقد تحرف اسم سفيان بن عيينة عند الحاكم إلى إبراهيم بن عتبة، والتصحيح من إتحاف المهرة (١٣/ ٦٨٧)، وقد ذكر المحقق أنه قد راجع مخطوطة المستدرك فوجد فيه سفيان بن عيينة، وهكذا عزاه ابن رجب للحاكم في شرحه للبخاري (٥/ ٣٧٦). السابع: الحسين بن حفص، كما في سنن البيهقي الكبرى (١/ ٣٩٤). سبعتهم (وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وسفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن منصور، والحسين بن حفص) كلهم رووه عن سفيان به، دون ذكر وضع الأصبعين في الأذنين. ولو خالف عبد الرزاق ومؤمل وكيعًا لقدم وكيع عليهما، كيف وقد خالفا أثبت الناس في الثوري: ابن مهدي، ووكيعًا. فمع شذوذ هذه الزيادة من سفيان ومؤمل، فإن سفيان لم يسمع هذه الزيادة من عون، فقد جاء في التاريخ الكبير للبخاري (٧/ ١٥): «وقال محمد بن يوسف، عن سفيان حدثت عن عون، عن أبيه أن بلالًا كان يجعل أصبعيه في أذنيه». فهذا صريح أن سفيان لم يسمع من عون وضع الأصبعين في الأذنين. وقد تحرفت كلمة (محمد بن يوسف) إلى محمد بن سيف، وتحرفت لفظة (حدثت) إلى كلمة (حريث) والتصحيح من تغليق التعليق لابن حجر (٢/ ٢٧١). قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ٣٧٦): «روى وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن أبي جحيفة، أن بلالًا كان يجعل إصبعيه في أذنيه، فرواية وكيع، عن سفيان تعلل بها رواية عبد الرزاق عنه؛ ولهذا لم يخرجها البخاري مسندة، ولم يخرجها مسلم أيضًا، وعلقها البخاري بصيغة التمريض، وهذا من دقة نظره ومبالغته في البحث عن العلل، والتنقيب عنها ﵁». وبين البيهقي أن هذه اللفظة مدرجة من رواية سفيان. قال البيهقي في السنن (١/ ٥٨١): «سفيان إنما روى هذه اللفظة في الجامع رواية العدني عنه، عن رجل لم يسمه، عن عون». وقال في الخلافيات كما في المختصر (١/ ٤٧٩) الاستدارة في الأذان ليست في حديث أبي جحيفة من الطريق المخرجة في الصحيح، والثوري إنما روى الاستدارة في هذا الحديث عن رجل، عن عون، سمعه من الحجاج بن أرطاة، عن عون، والحجاج لم يحتج به، وعبد الرزاق وهم في إدراجه في الحديث، والذي يدل على ذلك الحديث الذي أخبرناه وذكر إسنادًا عن عبد الله ابن الوليد (هو العدني) عن سفيان، حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أتيت النبي ﷺ وهو في قبة حمراء بالأبطح فخرج إلينا بلال، فجعلت أتبع فاه ههنا وههنا. =