رواه أحمد (٥/ ٢٣٢)، وابن خزيمة (٣٨١) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل. وليس فيه ذكر الاستقبال. وقد انفرد أبو بكر بن عياش عن الأعمش بجعل الحديث من مسند معاذ، ولم يوافقه أحد من أصحاب الأعمش، إلا أن الأعمش قد اخْتُلِفَ عليه اختلافٌ كثيرٌ. فقيل: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، كما سبق. وقيل: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد ﷺ. انفرد بذلك وكيع بالتصريح بأنهم أصحاب محمد، كما في مصنف أبي شيبة (٢١٣١) وصحيح ابن خزيمة (٣٨٠)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (١/ ١٣١)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٤٢٠). وقيل: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا. واختلف فيه على الأعمش في ذكر الاستقبال. فرواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٣١): من طريق عبد الله بن داود. وابن خزيمة في صحيحه (٣٨٤) من طريق جرير وابن فضيل، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا، وهو المحفوظ، وليس فيه ذكر الاستقبال. وخالفهم أبو معاوية، فرواه إسحاق بن راهويه كما في نصب الراية (١/ ٢٧٥) عنه، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله إني رأيت رجلًا نزل من السماء، فقام على جذم حائط فاستقبل القبلة، وقال: الله أكبر الله أكبر … الحديث. وهذا مرسل، والمرسل ضعيف. وأبو معاوية وإن كان من أحفظ أصحاب الأعمش، إلا أن الاختلاف الكثير على الأعمش يجعل المقبول من رواية الأعمش ما وافق رواية الأكثر. فقد رواه شعبة، وسفيان، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى مرسلًا، وليس فيه ذكر الاستقبال، وسيأتي العزو إليهما في نهاية التخريج. وكذلك رواه حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى مرسلًا، وليس فيه ذكر الاستقبال. فتقدم من رواية الأعمش ما وافق رواية هؤلاء الثقات، كرواية جرير، وابن فضيل، وعبد الله ابن داود، عن الأعمش. والله أعلم. الثاني ممن تابع المسعودي بجعله من مسند معاذ: زيد بن أبي أنيسة. رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، ولم يذكر الاستقبال، إلا أنه قد اختلف على زيد في إسناده. =