للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الثاني: أن معاذًا وإن كان أوثق من عبد الوهاب، إلا أن عبد الوهاب صاحب سعيد بن أبي عروبة، ومن أعلم الناس بحديثه، وهو مكثر عنه، بينما أحاديث معاذ بن معاذ عن سعيد ليست في الكثرة، فلم يشتهر بالرواية عنه، فكل ما رواه عنه نحو من عشرة أحاديث، بحسب ما وصل إلينا، فأين هو من عبد الوهاب بن عطاء.
الثالث: أن معاذ بن معاذ من رجال الشيخين، وابن أبي عروبة كذلك، ومع ذلك تجنب الشيخان تخريج حديث سعيد من رواية معاذ بن معاذ عنه، وفي ذلك دليل على أن حديثه عن سعيد فيه ما فيه.
الرابع: ربما معاذ بن معاذ سلك طريق الجادة، لما عرف من رواية سعيد، عن قتادة، عن أنس بخلاف رواية عبد الوهاب.
لهذه الأسباب أجد أن رواية عبد الوهاب المرسلة أقوى، وأن إيماء الدارقطني، والبيهقي إلى إعلال رواية معاذ بن معاذ بمخالفة عبد الوهاب هو ما تقتضيه الصنعة، والله أعلم.
وكونه مرسلًا بإسناد حسن، فإنه صالح للاعتبار، خاصة إذا انضَمَّ إلى مرسل ابن سيرين، زاده قوة، والله أعلم.
وله شاهدان مرسلان:
الأول: رواه مالك في الموطأ من رواية يحيى بن يحيى الليثي (١/ ٤٨)، عن إسماعيل بن أبي حكيم، أن عطاء بن يسار أخبره، أن رسول الله ، كبر في صلاة من الصلوات، ثم أشار إليهم بيده أن امكثوا، فذهب، ثم رجع وعلى جلده أثر الماء.
ومن رواية أبي مصعب الزهري (١٣٣).
ورواه عن مالك الشافعي في مسنده (ص: ٥٧)، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥٦)، وفي المعرفة (٣/ ٣٤٥).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
الثاني: ما رواه أبو داود في السنن بإثر ح (٢٣٤)، قال: وكذلك حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان، عن يحيى، عن الربيع بن محمد، عن النبي : أنه كبر.
قال الحافظ في التقريب: تابعي -أرسل حديثًا- مجهول.
وقال فضيلة الشيخ ياسر آل عيد صاحب كتاب فضل الرحيم الودود (٣/ ١٥٣): «ومما يقوي أمر الربيع هذا أن الراوي عنه: وهو يحيى بن أبي كثير، لا يحدث إلا عن ثقة، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٤٢): «يحيى بن أبي كثير إمام لا يحدث إلا عن ثقة».
وإذا كان ليس له من الرواية إلا هذا المرسل، وقد انفرد به دون سائر الرواة، فكيف السبيل لمعرفة ضبطه وإتقانه.
ومقولة أبي حاتم لا يمكن التعويل عليها، فقد روى يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال، وقيل: هلال بن عياض، ومحمد بن أبان وعبد الرحمن مولى سعد، وعكرمة بن مهاجر أو مهاجر بن عكرمة، وفيهم جهالة، وروى عن عامر العقيلي وأبي سعيد مولى المهري =

<<  <  ج: ص:  >  >>