للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يتأخر عن الشمس وفي النصف الأخير من الشهر يكون القمر في النصف الشرقي من السماء، ويستمر بالتأخر في الطلوع إلى أن يختفي القمر ليلًا في الليلتين الأخيرتين من الشهر (١).

وهناك علامات أخرى ذكرها الفقهاء، ولكنها ليست من القوة والثبات، ولا يهتدي لها إلا أناس مختصون:

من ذلك معرفة القبلة بدلالة الرياح:

فالصَّبَا: ريح حارة يبسة تهب من مطلع الشمس. وسميت بالصبا؛ لأن العرب كانت تنصب بيوتها من جهة المشرق، والبيت إنما يميل إليه قاصده لجهة بابه، والميل: هو الصبا: ومنه سميت الصابئة؛ لأنهم مالوا إلى عبادة النجوم، ذكر ذلك القرافي.

قال أبو صخر الهذلي:

إذا قلتُ هذا حينَ أسلُو يهيجُني … نسيمُ الصَّبا من حيث يَطَّلِعُ الفَجْر

ويقابل الصَّبَا: الدَّبُور: وهي ريح باردة رطبة، تهب من المغرب، ولما كان باب البيت ينزل منزلة الوجه من الإنسان، وكانت تنصبه العرب جهة المشرق، كان ظهر البيت دبره، لهذا سميت الريح الغربية دبورًا.

وربما سميت الصبا قبولًا؛ لأنها استقبلت الدبور (٢).

ومنه قوله : نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وأُهِلكَتْ عَادٌ بالدَّبور. متفق عليه.

يريد رسول الله -بقوله (نصرت بالصبا) ما أنعم الله به عليه في معركة الأحزاب فإنهم حين حاصروا المدينة يوم الخندق هبت ريح الصبا، فقلعت خيامهم، وكفأت قدورهم، وضربت وجوههم بالحصى والتراب، وألقى الله في قلوبهم الرعب (٣)

وبقي ريح الشمال: وهي ريح يابسة باردة.

وريح الجنوب: وهي حارة رطبة.


(١) انظر القوانين الفقهية (ص: ٤٢)، الذخيرة للقرافي (٢/ ١٢٦، ١٢٧).
(٢) انظر الذخيرة للقرافي (٢/ ١٢٧)، التنبيه والإشراف (١/ ١٦)، لسان العرب (١١/ ٥٤٥)، تاج العروس (١١/ ٢٥٨).
(٣) التوضيح شرح الجامع الصحيح (٨/ ٢٨١)، مرقاة المفاتيح (٣/ ١١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>