والثاني: في يوم ١٦ يوليه، الساعة ٩: ٢٧ بالتوقيت العالمي، الساعة: ٢٧: ١٢ بتوقيت مكة المكرمة.
فإذا كانت الشمس عمودية على الكعبة فإن ذلك يعني أن الشمس فوق الكعبة مباشرة بحيث لو قام شاخص من الكعبة وانتصب للسماء ليستقبله أهل الأرض لكان يشير إلى الشمس، وهذا يعني أن استقبال الشمس في تلك اللحظة استقبال لعين الكعبة.
ويمكن الاستفادة من هذه الظاهرة الكونية لتحديد اتجاه القبلة أوتصحيحه في كل البلاد والأماكن بنصف الكرة الأرضية المضاءة بالشمس في هذين اليومين، فما عليهم في هذين اليومين إلا أحد طريقين:
إما رصد اتِّجاه الشمس، ثم توجيه المساجد إلى جهة الشمس في تلك اللحظة بعد تحويل التوقيت العالمي أو توقيت مكة المكرمة إلى التوقيت المحلي.
وإما وضع شاخص عمودي على الأرض ومراقبة ظله حتى إذا كانت الشمس عمودية على الكعبة فإن اتجاه الكعبة سيكون في الجهة المعاكسة لظل ذلك الشاخص آنذاك.
وأما الاستدلال بالقمر على القبلة:
فإن موقع القمر وطرفيه يحددان أول الشهر وآخره، وجهة المشرق والمغرب:
فالقمر لا يزال قوسًا في غالب الشهر إلا حين يكون بدرًا في منتصف الشهر، وموقعه حين يكون بدرًا: يكون في أول الليل إلى المشرق، وفي آخر الليل إلى المغرب.
وأما بقية الشهر حين يتقوس القمر، ويكون له طرفان:
فإن طرفيه أول الشهر إلى المشرق واستدارته من جهة المغرب.
وآخر الشهر يكون طرفاه إلى المغرب، واستدارته إلى جهة المشرق.
وتعليل هذه الظاهرة أن الاستدارة تكون علامة على جهة الشمس، ففي النصف الأول يتلقى القمر ضوء الشمس من جهة المغرب حيث تغرب الشمس قبله، فيكون قوس القمر من جهتها، وفي النصف الأخير من الشهر يتلقى القمر ضوء الشمس من جهة الشرق، فيكون قوس القمر من جهتها، والله أعلم.
وموقع القمر أول الشهر في النصف الغربي من السماء، حيث تسبقه الشمس بالغروب، فتجده في أول الشهر قريبًا من الشمس في المغرب، ولا يزال في كل ليلة