فلم يذكر هؤلاء فيهم الفضل بن عباس، وأسنده عن ابن عمر، عن ثلاثتهم. وظاهره أن أسامة ابن زيد مع من أخبره أن النبي ﷺ صلى في البيت، وهو معارض لرواية الصحيح من حديث ابن عباس عن أسامة أن النبي ﷺ لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها، ولم يُصَلِّ فيه. ورواية الصحيحين وغيرهما لم تذكر أن الفضل كان معهم، من ذلك: فرواه البخاري (٢٩٨٨) من طريق يونس. ورواه البخاري أيضًا (٤٦٨) ومسلم (١٣٢٩)، من طريق أيوب. ورواه البخاري (٤٤٠٠) من طريق فليح. ورواه مسلم (٣٩١) من طريق عبيد الله بن عمر، ورواه مسلم (١٣٢٩) من طريق مالك، ورواه أيضًا (١٣٢٩) من طريق عبد الله بن عون، كلهم رووه عن نافع، عن ابن عمر، وكلهم اتفقوا على أن الذي دخل مع رسول الله ﷺ ثلاثة: أسامة وبلال وعثمان … ولم يذكروا معهم الفضل بن عباس. وكذا رواه البخاري (١٥٩٨) ومسلم (١٣٢٩) من طريق سالم، عن ابن عمر كما رواه نافع، وفي رواية مسلم: (ولم يدخل معهم أحد). فقد يكون دخول الفضل مع النبي ﷺ في واقعة أخرى، خاصة أن الأسانيد الصحيحة من رواية ابن عباس عن الفضل بن عباس لم تذكر أن معه أحدًا، والله أعلم، وقد سبق تخريج رواية ابن عباس، عن الفضل بن عباس في موضع من هذا البحث. (١) انظر تفسير القرطبي (٢/ ١١٥). (٢) فيض الباري شرح صحيح البخاري (٢/ ٤٢).