للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الاعتراض الثاني:

أن انكشاف العورة ليس صريحًا في الحديث؛ لأنه لم يذكر فيه كشف العورة حقيقة؛ وإنما فيه خشية ذلك (١).

وقال ابن بطال: «لا خلاف بين العلماء أن المصلي إذا تقلص مئزره، أو كشفت الريح ثوبه، فظهرت عورته، ثم رجع الثوب في حينه وفوره أنه لا يضر ذلك المصلي شيئًا، وكذلك المأموم إذا رأى من العورة مثل ذلك لا تنتقض صلاته؛ لأنه إنما يحرم النظر مع العمد ولا يحرم النظر فجأة» (٢).

• ويرد هذا:

بأنه لا خلاف بأن هذا انكشاف للعورة وليس كشفًا للعورة، ولا يُظَنُّ بالصحابة أنهم يكشفون عوراتهم، وحاشاهم عن ذلك، إلا أن تقلص المئزر كان سببه عقده على القفا مع ضيقه، ولو اتزروا به فقط لم يتقلص، ولكان سابغًا على الساقين، فكان الانكشاف للعورة وليس الكشف سببه من فعل المصلي، ولم يبطل صلاته، فدل


= حدثنا سفيان، حدثنا أخو الزهري به. والعدني من أصحاب سفيان الملازمين له.
فالذي يظهر أن المعروف من حديث أسماء، أنه عن أخي الزهري، عن مولى أو مولاة لأسماء عن أسماء، هكذا رواه معمر، وعبد الأعلى، وابن عيينة من رواية الحميدي ومحمد ابن أبي عمر العدني، إلا أن رواية الأخيرين قال أخو الزهري: حدثني من سمع أسماء، فأبهم مولاة أسماء، والله أعلم.
والحديث بكل طرقه، إسناد ضعيف لجهالة مولاة أسماء، وقيل: مولى لأسماء إلا أنه صالح في الشواهد.
وأما حديث أبي محجن الأسلمي، فرواه ابن الأعرابي في معجمه (٢١٢٢) أخبرنا أبو قلابة، أخبرنا أبو الوليد، أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء ابن أبي رجاء، عن أبي محجن الأسلمي، عن النبي .... وفيه: إذا سجد الرجال فاخفضوا أبصاركم، لا ترين عورات الرجال من ضيق الأزر.
وفي إسناده رجاء بن أبي رجاء، ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه العجي، ولم يَرْوِ عنه سوى عبد الله بن شقيق، ففيه جهالة، وباقي رجال الإسناد ثقات، فيكون هذا الطريق مع حديث أسماء حسنًا لغيره، والله أعلم.
(١) انظر: فتح الباري (٢/ ٣٧٠).
(٢) شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>