على الصواب، ولم يكن ابن أبي قتيلة من أهل الحديث، بل كان يعيبهم، ويطعن عليهم، وقد ذكر عند الإمام أحمد أنه قال: أهل الحديث قوم سوء، فقال أحمد: زنديق، زنديق، زنديق». فأرى أن المحفوظ من رواية الدراوردي ما رواه الجماعة، عنه، عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن سلمة. وقد رواه موسى بن إبراهيم عن سلمة بن الأكوع بالعنعنة، هكذا رواه ابن أبي شيبة، والشافعي، والقعنبي، ونصر بن علي، والضبي، وأبو الوليد الطيالسي، وابن أبي عمر العدني، وابن أبي بكر، كلهم عن الدراوردي، عن موسى بن إبراهيم. ورواه حمزة بن إبراهيم عند الحاكم. ونصر بن علي عند ابن خزيمة (٧٧٧) وعلي بن المديني، فيما أخرجه أبو بكر العنبري في مجلسيه (٣٦) حدثنا أبو خليفة: الفضل بن الحباب، حدثنا علي بن عبد الله المديني ثلاثتهم (حمزة بن إبراهيم، ونصر بن علي، وابن المديني) عن الدراوردي، حدثنا موسى بن إبراهيم، أنه سمع سلمة بن الأكوع. والفضل بن الحباب، قال فيه الذهبي في ميزان الاعتدال: وكان ثقة عالمًا، ما علمت فيه لينًا إلا ما قال السليماني: إنه من الرافضة، فهذا لم يصح عن أبي خليفة. اه والقصة التي حكاها السليماني تدل على أنه ناصبي، فأراد أن يقول ذلك، فقال: رافضي. انظر: لسان الميزان (٦/ ٣٣٦). وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة مشهورًا كثير الحديث، وكان يقول بالوقف، وهو الذي نقم عليه. وقال الخليلي: احترقت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب. وقال الحافظ ابن رجب في شرح البخاري (٢/ ٣٤١): «وكذلك رواه علي بن المديني، عن الدراوردي، أخبرني موسى بن عبد الرحمن أنه سمع سلمة بن الأكوع». اه وقد صرح بالسماع أيضًا من رواية عطاف بن خالد، عن موسى بن إبراهيم، وهو ما تركت بيانه للطريق التالي. الطريق الثاني: عطاف بن خالد (صدوق يهم)، وقد روي عنه الحديث على ثلاثة طرق: فقيل: عنه، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة. وهذه متابعة تامة للدراوردي، وهي رواية الأكثر عنه. وقيل: عنه، عن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن سلمة. فنسب موسى لجده مسقطًا ذكر إبراهيم. وقيل: عنه، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، أنه سمع سلمة بن الأكوع. وإليك تخريج هذه الطرق بالتفصيل: فقد رواه الشافعي في الأم (١/ ١١٠)، وفي المسند (ص: ٢٢). ولوين بن محمد المصيصي كما في جزئه (١٧)، ومن طريقه رواه أبو الشيخ الأصبهاني =