فرواه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد كما في إسناد الباب. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢١٧٥) حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: جاء بلال إلى النبي ﷺ يؤذنه بالصلاة، فقيل له: إنه نائم، فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، فأدخلت في الأذان. وهذا هو الراجح في رواية الزهري أنها مرسلة، فقد رواه معمر ويونس وشعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلًا، وهؤلاء هم الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، والله أعلم. واختلف على الزهري في ذكر التثويب فيه: فرواه معمر عن الزهري، واختلف على معمر: فرواه ابن ماجه (٧١٦) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن بلال، أنه أتى النبي ﷺ يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك. قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ١٩٥): «ابن المسيب لم يسمع من بلال» اه. ولم يتابع ابن المبارك في جعل الحديث من مسند بلال. وخالفه عبد الرزاق فرواه في المصنف (١٧٧٤)، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلًا، بقصة رؤيا عبد الله بن زيد الأذان، ولم يذكر في الأذان التثويب، وعبد الرزاق مقدم على ابن المبارك في معمر. وقد تابع يونس معمرًا، فرواه عن الزهري مرسلًا، كما في سنن البيهقي (١/ ٤١٤)، بذكر الأذان بتثنية التكبير فيه، وذكر الإقامة، وليس فيه ذكر للتثويب. ورواه البيهقي (١/ ٤٢٢) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (١٧٧) من طريق شعيب، عن الزهري، قال: حدثني سعيد بن المسيب مرسلًا أيضًا، فذكر قصة عبد الله بن زيد ورؤياه، واختصر شعيب الحديث، ولم يذكره بتمامه، وفيه ذكر التثويب عند البيهقي. قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ١٩٦): «ورواها شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلًا، خرجه من الطريقين البيهقي، والمرسل أشبه». فصار الراجح في رواية الزهري الإرسال، ويونس لا يذكر التثويب وكذا معمر من رواية عبد الرزاق عنه، وذكره شعيب، ومحمد بن إسحاق، ورواية معمر ويونس أرجح. ورواه الطبراني في الأوسط (٧٥٨٣)، من طريق عمرو بن صالح الثقفي، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاء بلال إلى النبي ﷺ يؤذنه بصلاة الصبح، فوجده نائمًا، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح. =