ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (١٢١٩)، ورواه ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٣) من طريق إبراهيم بن جامع السكري (ثقة)، كلاهما (الطبراني والسكري) روياه عن علي بن عبد العزيز، عن أحمد بن يونس، عن أيوب بن عتبة، عن أبي بكر بن حزم، عن عروة بن الزبير، عن أبي مسعود الأنصاري، أو بشير بن أبي مسعود كلاهما قد صحب النبي ﷺ على الشك. وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أيوب بن عتبة، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. فإن كان الحديث من مسند أبي مسعود فالإسناد منقطع، عروة لم يسمع الحديث من أبي مسعود، وإن كان الحديث من مسند بشير بن أبي مسعود فهو مرسل، فالصحيح أن بشيرًا ليس له صحبة، ذكره البخاري في جملة التابعين، ووافقه على ذلك كل من ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبان في الثقات. ورواه عبد الله بن عبد الحكم كما في مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي (٦٠) عن أيوب بن عتبة، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة بن الزبير، عن أبي مسعود الأنصاري وعن بشير بن أبي مسعود، بسماع الحديث من أبي مسعود وبشير جميعًا. وخالفهما سعيد بن سليمان سعدويه (ثقة)، كما في سنن الدارقطني ط الرسالة (١٠٢٥) فرواه عن أيوب بن عتبة، عن أبي بكر بن أبي حزم، عن عروة، عن ابن أبي مسعود، عن أبيه إن شاء الله، أن جبرائيل ﵇ أتى النبي ﷺ حين دلكت الشمس يعني: زالت، ثم ذكر المواقيت وقال: ثم أتاه حين غابت الشمس فقال: قم فصل، فصلى، ثم أتاه من الغد حين غابت الشمس وقتًا واحدًا، فقال: قم فصل فصلى. فجعل الإسناد عن بشير بن أبي مسعود، عن أبيه. وأيوب بن عتبة، ضعفه أحمد وابن معين والدارقطني وعلي بن المديني، وغيرهم، وقال النسائي: مضطرب الحديث. وقد اجتمع مع ضعف إسناد أيوب مخالفته لإمام من أئمة الحديث للزهري في إسناده ولفظه: فالحديث في الصحيحين من مسند أبي مسعود الأنصاري وحده، ولفظه: أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يومًا فدخل عليه عروة بن الزبير، فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يومًا وهو بالعراق، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبريل ﷺ نزل فصلى، فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى، فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى، فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى، فصلى رسول الله ﷺ، =