وقال البخاري: لا أراه محفوظًا. انظر: العلل الكبير (١٩٨)، وسنن الترمذي (٧٢٠). وبين علته في التاريخ الكبير (١/ ٩٢): «لم يصح، وإنما يروى هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه. وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكيم بن ثوبان، سمع أبا هريرة، قال: إذا قاء أحدكم فلا يفطر، فإنما يخرج، ولا يولج». اه فالبخاري يرى أن الوهم دخل على هشام بسبب رواية عبد الله بن سعيد المقبري المتروك، وأن أبا هريرة يرى أن الفطر مما يدخل، وليس مما يخرج من قوله موقوفًا عليه. وقال أبو داود كما في سؤالاته للإمام أحمد (١٨٦٤): «سمعت أحمد سئل ما أصح ما فيه، يعني: في من ذرعه القيء وهو صائم .. ؟ قال: نافع عن ابن عمر. قلت له: حديث هشام عن محمد عن أبي هريرة .. قال: ليس من هذا شيء، إنما هو حديث: من أكل ناسيًا، وهو صائم، فالله أطعمه وسقاه». وقد اعتقد بعض العلماء أن البخاري وأحمد إنما أعلَّاه بسبب تفرد عيسى بن يونس، عن هشام، فدفع تعليلهم بأن عيسى لم يتفرد به، فقد تابعه حفص، والحق أن العلماء نسبوا الوهم إلى هشام بن حسان، وهو وإن كان مقدمًا في ابن سيرين إلا أن ذلك لا يعني عصمته من الوهم، ولهذا نقل إسحاق والدارمي عن عيسى بن يونس نفسه أن أهل البصرة ينسبون هشامًا إلى الوهم في هذه الرواية. وقال النسائي في السنن الكبرى (٣/ ٣١٧) بعد أن ساق رواية هشام، عن أبي هريرة، قال: وقفه عطاء، ثم ساق رواية عطاء، عن أبي هريرة. وهذه إشارة إلى تعليله، والله أعلم. فهذا الإمام البخاري، وأحمد، والنسائي كلهم أعلُّوا رواية هشام، عن ابن سيرين المرفوعة، وهؤلاء في العلل أعلى شأنًا ممن خالفهم كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة، وبعض المتأخرين. والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وحسنه ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٦٥٩). قال الدارقطني، والإمام ابن دقيق العيد: رواته ثقات. انظر: سنن الدارقطني (٢٢٧٣)، والبدر المنير (٥/ ٦٦١). وهذه العبارة لا تعني الصحة. ونقل ابن الملقن عن الحافظ المنذري والنووي أنهما حسناه.