للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو الذي أنشأ في أيامه: المقر الزيني عبد الباسط بن الجناب الغرسي (١) خليل؛ وأنشأ القاضي علم الدين سليمان بن الكويز، وابن مزهر الكبير [١٨٨/ ١] والد القاضي كاتب السر المقر الزيني أبو بكر، وأنشأ القاضي ناصر الدين ابن البارزي والد القاضي كمال الدين ابن البارزي كاتب السر الشريف بالديار المصرية؛ وهو الذي أنشأ الأمير ناصر الدين التاج وكان في أيامه أستادار الصحبة؛ وأنشأ في أيامه جماعة كثيرة حضروا صحبته من البلاد الشامية، فرقاهم إلى الوظائف السنية، وصاروا من أعيان الديار المصرية.

وكان الملك المؤيد ناضرًا إلى فعل الخير، كثير البر والمعروف، وله أوقاف كثيرة على جهات بر وصدقة.

ومما أنشأه بالديار المصرية من العمائر: وهي المدرسة التي في رأس الصوة مكان المدرسة الأشرفية التي هدمت في دولة الملك الناصر فرج؛ وأنشأ (٢) الجامع الذي عند المقياس المطل على بحر النيل؛ وأنشأ الجامع العظيم الذي داخل باب زويلة؛ وجدد عمارة المكان المعروف بالتاج، والسبعة وجوه الذي (٣) كان قديما من مفترجات القاهرة، وقد هدم في دولة الملك الظاهر جقمق، وجدد عمارات المدرسة الخروبية التي ببر الجيزة، وأنشأ (٤) بها الخلاوي والمآذن، وله غير ذلك آثار كثيرة، فهذا ما عُد من محاسنه.

وأما ما عُد من مساوئه فقد ذكر الشيخ شهاب الدين المقريزي في تاريخه عن الملك المؤيد شيخ أشياء كثيرة من المساوئ، منها: أنه كان جهوري (٥) الصوت، وفيه بذاءة (٦) لسان وسفاهة، وكان غير مقبول الشكل، طويل القامة، مترك الوجه، واسع العينين، كبير الكرش، ذري اللون، أكث اللحية، أبيض الشعر؛ ومنها: أنه كان سفاكًا للدماء قتل جماعة كثيرة من النواب والأمراء؛ ومنها: لما عمر الجامع الذي هو داخل باب زويلة، فكان يكبس بيوت الناس،


(١) في جواهر السلوك ٣١٦: "القرسي".
(٢) في بدائع الزهور ٢/ ٦٣: "جدد".
(٣) كذا في الأصل، والصواب "التي".
(٤) في بدائع الزهور ٢/ ٦٢: "وعمر".
(٥) في الأصل "جهروي".
(٦) في الأصل "بداءت".

<<  <   >  >>