للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٠٥ هـ/ ١٥٠٠ م، وجاءت هذه المادة في الأصل في ٤ مجلدات، أي في حوالي ٢٢٠٢ صفحة من المطبوع.

- منهجه في الاختصار في عقود الجمان بناء على الأصل، وهو "بدائع الزهور":

أولا: يقول ابن إياس عن كتابه عقود الجمان:

تأليفنَا السحر الحلال لأنه … كالدُرِ مَعْ حُسْنِ البَيَانِ المُنجزي

أنْ طَالَ لم يُمللْ وَأَنْ أَوْجَزْتَهُ … فَيَوَدُ سَامِعهُ بأن لا تُوجز (١)

هذا رأي ابن إياس في مؤلفه عقود الجمان، وهذا الرأي صحيح، وذلك لأن كتابه عقود الجمان خرج بشكل ملخص عما أورده في بدائع الزهور، وقد أضاف ابن إياس فيه أخبار، وأشعار، ورتبه كما رتب بدائع الزهور، الآن نعرض لأهم الفروقات بين الأصل الذي يتمثل في كتاب "بدائع الزهور"، والملخص وهو "عقود الجمان"، والمختصر وهو "جواهر السلوك".

* منها: منهجه في عرض المادة التاريخية في الأصل التزم ابن إياس المنهج الحولي في إيراد الأخبار، فهو يدون الحوادث سنة سنة، وشهرًا شهرًا، في السنين التي لم يعاصرها، ويومًا فيومًا في السنوات التي عايشها، أما في الملخص والمختصر لم يهتم ابن إياس بالمنهج الحولي حتى لا يقطع الخبر الواحد إذا جاء ممتدًا على السنين، مثل أخبار الغلاء والتجاريد.

* منها: طريقته في عرض المادة التاريخية: التزم ابن إياس منهجًا محددًا في عرض مادته التاريخية حيث اهتم بذكر السلاطين (الاسم، تاريخ التولية، أصله، المراحل التي مر بها حتى وصوله للحكم، أرباب الوظائف العليا، والتجاريد، والفتن، والأوضاع الاقتصادية (الغلاء)، والاجتماعية (زواج وختان)، وأخبار النيل، ونهاية كل سلطان، ووفيات الأعيان)، زاد في الأصل عن ذلك، أخبار بعض الدول الآخر، مثل: (أخبار بني عثمان)، وأرباب الوظائف (كشاف الأقاليم)، وذكر مواكب السلاطين.

أما ما يخص ذكر الوفيات في الأصل فكان يذكرها داخل أحداث كل سنة، وأحيانًا قليلة كان يذكرهم في نهاية كل سنة، أما في الملخص فكان يذكرها في


(١) بحر الوافر.

<<  <   >  >>