للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لكانَ القسمانِ قسمًا واحدًا» (١).

ورد على هذا الوجه:

قال في العناية: «المراد (أقرؤهم): أي أعلمهم بأحكام كتاب الله تعالى دون السنة. وقوله: (أعلمهم بالسنة): أي أعلمهم بأحكام كتاب الله والسنة؛ لأنه قال: فإن تساووا في العلم بأحكام كتاب الله، فأعلمهم بالسنة، فعلم أن قوله أعلمهم بالسنة هو أعلمهم بكتاب الله والسنة، فكان الأعلم الثاني غير الأعلم الأول» (٢).

وأجيب على هذا الرد:

ويلزم على هذا التأويل أن يكون الأعلم بالكتاب فقط مقدم على الأعلم بالكتاب والسنة، وهذا بعيد.

الوجه الثالث:

دعوى أن الصحابة كان أقرؤهم أفقههم يرده قول النبي في حديث أنس: (أقرؤكم أبي، وأقضاكم علي، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضكم زيد بن ثابت)، فقد فضل بالفقه من هو مفضول بالقراءة، وفضل بالقراءة من هو مفضول بالقضاء والفرائض وعلم الحلال والحرام (٣).

[حديث أنس المحفوظ أنه مرسل] (٤).


(١) سبل السلام، ت حلاق (٣/ ٧٩).
(٢) العناية شرح الهداية (١/ ٣٤٨).
(٣) المغني (٢/ ١٣٤).
(٤) رواه سفيان كما في مسند أحمد (٣/ ١٨٤)، وسنن ابن ماجه (١٥٥)،
ورواه وهيب بن خالد كما في مسند أبي داود الطيالسي (٢٢١٠)، والإمام أحمد (٣/ ٢٨١)، ومشكل الآثار (٨٠٨)، ومعرفة السنن (٩/ ١٠٦)، وفي الخلافيات (٥/ ١٤١)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج (٢/ ٦٨٠).
وعبد الوهاب الثقفي كما في فضائل القرآن لأبي عبيد (ص: ٣٧٣)، وسنن الترمذي (٣٧٩١)، وسنن ابن ماجه (١٥٤)، والسنن الكبرى (٨١٨٥)،، وابن حبان (٧١٣١، ٧١٣٧، ٧٢٥٢)، ومستدرك الحاكم (٥٧٨٤)، ثلاثتهم رووه عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس.
ورجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما =

<<  <  ج: ص:  >  >>