للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ذلك شأنه فوثقه، وقد كانوا يتقونه ويخافونه. فقد يكون أحدهم ممن يخلط عمدًا، ولكنه استقبل ابن معين بأحاديث مستقيمة، ولما بعد عنه خلط، فإذا وجدنا ممن أدركه ابن معين من الرواة من وثقه ابن معين وكذبه الأكثرون أو طعنوا فيه طعنًا شديدًا فالظاهر أنه من هذا الضرب، فإنما يزيده توثيق ابن معين وهنًا، لدلالته على أنه كان يتعمد».
وتابعه على رفعه: عمرو بن الوليد بن عبدة، عن أنس بن مالك.
رواه ابن خزيمة بلفظ: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة، ولا تصعد إلى السماء، ولا تجاوز رؤوسهم: رجل أم قومًا، وهم له كارهون، ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر، وامرأة دعاها زوجها من الليل، فأبت عليه.
رواه ابن خزيمة بإسنادين:
أحدهما قال ابن خزيمة في صحيحه (١٥١٨): أخبرنا عيسى بن إبراهيم، أخبرنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار الهذلي؛ أن رسول الله- … وذكر الحديث. هكذا معضلًا؛ لأن عطاء بن دينار لم يلق أحدًا من الصحابة، وروايته عن التابعين.
والآخر موصولًا، قال ابن خزيمة (١٥١٩)، أخبرنا عيسى بن إبراهيم، أخبرنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن أنس بن مالك يرفعه.
قال ابن خزيمة: أمليت الجزء الأول وهو مرسل؛ لأن حديث أنس الذي بعده حدثناه عيسى في عقبه يعني بمثله، لولا هذا لما كنت أخرج الخبر المرسل في هذا الكتاب.
وعمرو بن الوليد بن عبدة رجل مصري وهو مولى عمرو بن العاص، لم يذكروا له سماعًا من أنس، فقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٣٧٨)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٦٦)، وابن يونس في تاريخ مصر (١٠٣٦)، وهو أعلم بأهل مصر، وابن حبان في ثقاته (٥/ ١٨٤)، كلهم قالوا: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، ولم يذكروا له شيخًا غيره، ولم يرو عنه أحد إلا يزيد بن أبي حبيب، وقد ذكر ابن يونس أن حديثه عن عبد الله بن عمرو معل، انظر: تاريخ ابن يونس (١/ ٥٠٢)، وانظر: الإكمال لابن ماكولا (٦/ ٢٩).
ووثقه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٤٧٣، ٥١٨).
و قال ابن عفيركما في المؤتلف والمختلف (٣/ ١٥١٧): كان فقيهًا فاضلًا.
وأخرج له ابن خزيمة حديثه هذا في صحيحه، وليس له من الرواية عن أنس إلا حديثين، هذا الحديث. وحديث آخر ضعيف، رواه ابن ماجه (١٣٩٢) أن النبي بشر بحاجة فَخَرَّ ساجدًا. وفي إسناده ابن لهيعة، فهو ضعيف، وسبق أن خرجته في كتاب سجود الشكر، انظر (ح ٢٧٧٤).
فإذا كان حديثه عن عبد الله بن عمرو معلول، وحديثاه عن أنس أحدهما ضعيف، والآخر رجاله ثقات إلا أنه لم يسمعه من أنس، لأن أحدًا من العلماء لم يذكر له سماعًا من أنس، فكيف يمكن الوقوف على ضبطه، فلعل توثيق بعضهم محمول على العدالة الدينية، وهو ما يفهم من كلام ابن عفير، والله أعلم. وعلى كل حال، فالحديث صالح في الشواهد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>