وصفة أذان أبي محذورة لم يختلف عليه فيها، كما اختلف عليه في الإقامة عدا التكبير في أوله، والمحفوظ أنه أربع، وأما الإقامة فإليك صفات الإقامة المروية في أذان أبي محذورة. الصفة الأولى: تثنية الإقامة مع تربيع التكبير. هذه الصفة جاءت في بعض طرق حديث ابن محيريز هذا عن أبي محذورة، وقد رواه عنه ثلاثة: (مكحول، وعبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، وعبد الملك بن أبي محذورة، والأخيران ذكرا الأذان فقط، دون الإقامة). فالطريق الأول: عبد العزيز بن عبد الملك، عن ابن محيريز: رواه الشافعي في مسنده (ص: ٣٠)، وأحمد (٣/ ٤٠٩)، وأبو داود (٥٠٣)، والنسائي في المجتبى (٦٣٢، ٦٣٣)، وفي الكبرى (١٦٠٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٧٩٢)، والطبراني في المعجم الكبير (٧/ ١٧٢) ح ٦٧٣١، وابن خزيمة (٣٧٩)، وابن حبان (١٦٨٠)، والدارقطني في سننه (١/ ٢٣٣) من طرق كثيرة، عن ابن جريج، عن عبد العزيز به. وليس فيه ذكر للإقامة، وانظر ح (٣٠) فقد خرجت هذا الطريق بتفصيل أكثر. والطريق الثاني: عبد الملك بن أبي محذورة، عن ابن محيريز. رواه أبو داود في سننه (٥٠٥) من طريق نافع بن عمر، وهو ثقة، والطحاوي في مشكل الآثار (٦٠٧٩) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عن عبد الملك ابن أبي محذورة، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة، واقتصر على الأذان، ولم يذكر الإقامة. وانظر ح (٣١) فقد خرجت هذا الطريق بتفصيل أكثر. الطريق الثالث: حديث الباب، مكحول، عن ابن محيريز. رواه عامر الأحول، عن مكحول، واختلف على عامر: فرواه هشام الدستوائي، عن عامر بن عبد الواحد، عن مكحول ولم يذكر الإقامة، فهو موافق في الجملة لحديث عبد الملك وعبد العزيز. ورواه همام عن عامر بن عبد الواحد به، بزيادة ذكر الإقامة، وكانت الإقامة مثنى، والتكبير في أولهما أربعًا، ولا أعلم أحدًا وافق عامرًا على تربيع التكبير صريحًا في الإقامة إلا من هذا الطريق. لهذه المخالفة قال أبو عوانة في مستخرجه (١/ ١/ ٢٧٥): «زاد همام في حديثه ذكر الإقامة فتركته؛ لأن هشامًا أحفظ وأتقن منه؛ ولأن إجماع أهل الحرمين على خلاف زيادته». وقد يكون الحمل في الاختلاف ليس على همام، وإنما على شيخه عامر الأحول، وهو خفيف الضبط، وله أوهام، ولم يخرج له مسلم إلا هذا الحديث، من رواية هشام، وترك رواية همام، وهي على شرطه. قال أحمد عن عامر الأحول: في حديثه شيء، وقال أيضًا: ليس بقوي في الحديث. =