جاء في صحيح البخاري ومسلم، عن أبي موسى. قال: قدمت أنا وأخي من اليمن. فكنا حِينًا وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله ﷺ. من كثرة دخولهم ولزومهم له (١).
فقوله:(دخولهم، ولزومهم له) جمعهما، وهما اثنان ابن مسعود وأمه.
• ونوقش هذا من وجهين:
الوجه الأول:
أن من يرى أقل الجمع ثلاثة لا يمنع من إطلاق الجمع على الاثنين لقرينة، أو على جهة المجاز، وأما الحقيقة فالمثنى له صيغة تدل عليه على خلاف المفرد والجمع.
• ورد:
بأن الرسول ﷺ بعث لبيان الحكم الشرعي، فإطلاق الاثنين على الجماعة حكم شرعي، يراد به تحصيل ثواب الجماعة للاثنين فما فوقهما، وليس المراد به بيان حقيقة لغوية، وهى أن أقل الجمع اثنان، وذلك أن الله ﷾ بعث نبيه لبيان الأمور الشرعية، لا اللغوية.
الوجه الثاني:
أن الجواب ممكن على كل آية استدلوا بها، فيقال مثلًا: قوله: ﴿إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ يعني: هارون، وموسى، وفرعون وقومه، وهم جماعة.
وقوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ لضرورة استثقال الجمع بين تثنيتين مع أن القلوب على وزن الواحد في بعض الألفاظ.
وقوله: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾ أراد به يوسف، وأخاه، والأخ الأكبر