إذا عرفت هذا من حيث الإجمال نأتي على بيان ذلك بالتفصيل، فأقول: اختلف في هذا الحديث على أبي قدامة: فقيل: عن أبي قدامة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس. رواه أزهر بن القاسم، عن أبي قدامة، واختلف على أزهر، في لفظه، وإن لم يختلف عليه في إسناده. فرواه محمد بن رافع كما في سنن أبي داود (١٤٠٣)، وصحيح ابن خزيمة (٥٦٠)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٣٤) ح ١١٩٢٤، وابن شاهين في ناسخ الحديث (٢٤٠)، والبيهقي في الخلافيات (٢١٣٦)، عن أزهر بن القاسم، عن أبي قدامة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة. ومحمد بن رافع ثقة، من رجال الشيخين. وخالفه بكر بن خلف خَتَنُ الْمُقْرِئِ في لفظه، وإن وافقه في إسناده، فرواه عن أزهر بن القاسم به، بلفظ: أن النبي ﷺ سجد في النجم، وهو في مكة، فلما هاجر إلى المدينة تركها. فجعل السجود والترك لسجدة النجم خاصة. رواه موسى بن سهل كما في مشكل الآثار (٣٥٩٨)، والحسين بن إسحاق التستري كما في المعجم الكبير للطبراني (١١/ ٣٣٤)، ح ١١٩٢٤، وأحمد بن علي الْخَزَّازُ كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٤٤٣)، وفي الخلافيات (٢١٣٤)، ثلاثتهم عن بكر بن خلف به. وبكر بن خلف روى له البخاري تعليقًا، وأبو داود وابن ماجه، وقال يحيى بن معين: ما به بأس، وقال في رواية أخرى: صدوق، واعتمد هذا في التقريب. ورواية محمد بن رافع أرجح من رواية بكر بن خلف؛ لأن ابن رافع من رجال الشيخين هذا من جهة، وروايته من جهة المتن موافقة لرواية الحفاظ كسعيد بن منصور، وأبي داود الطيالسي عن أبي قدامة، وإن خالفاه في الإسناد، كما سيأتي بيانه فيما بقي من التخريج والله أعلم. وقيل: عن أبي قدامة، عن مطر الوراق، عن رجل، عن ابن عباس. رواه سعيد بن منصور، كما في مشكل الآثار (٣٥٩٧)، قال: حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي، عن مطر الوراق، عن رجل، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل حين تحول إلى المدينة. بإبهام عكرمة. ورواه أبو داود الطيالسي، واختلف عليه في إسناده فقط على ثلاثة أوجه: فقيل: عنه، عن أبي قدامة، عن مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذه موافقة لرواية =