للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
ولم يختلفوا أن التكبير في الإقامة لا تربيع فيها، إلا أن الحديث فيه علتان:
إحداهما: كون الإقامة مثنى مثنى، وهذه تخالف رواية الصحيحين: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
العلة الثانية: الاختلاف فيه على الأعمش، فقد رواه أبو معاوية، وجرير، وابن فضيل، وعبد الله ابن داود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا. كلهم رووه بتثنية التكبير، إلا عبد الله بن داود رواه بتربيع التكبير، وهو وهم. ورواية الجماعة مقدمة على رواية وكيع، خاصة أن معهم أبا معاوية، وهو مختص بالأعمش.
فهذه الطرق عن الأعمش تؤكد خطأ وكيع بقوله: (حدثنا أصحاب محمد ، وترجح أن رواية شعبة، وزيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، حدثنا أصحابنا أنه لا يقصد الصحابة، وبهذا الحمل تتفق رواية شعبة وزيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة مع رواية الأعمش، عن عمرو بن مرة من رواية أبي معاوية، وجرير، وابن فضيل عنه. بل وتتفق مع رواية سفيان عن عمرو بن مرة وحصين، عن ابن أبي ليلى مرسلًا.
وحمل الطرق على الاتفاق أولى من حملها على الاختلاف، والله أعلم.
جاء في نصب الراية (١/ ٢٧٥) «روى الإمام إسحاق بن راهويه، قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري إلى رسول الله … وذكر الحديث مرسلًا بتثنية التكبير
وأبو معاوية من أخص أصحاب الأعمش.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (٣٨٤) من طريق جرير وابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا، ولم يَسُقْ لفظه، وإنما قال: فذكر الحديث بطوله، وأظن أن لفظه بتثنية التكبير، لأن ابن خزيمة قال بعده: فهذا خبر العراقيين الذين احتجوا به عن عبد الله بن زيد بتثنية الأذان والإقامة، وفي أسانيدها من التخليط ما بينته … إلخ ولو كان التكبير أربعًا لم يقل مثل ذلك.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٣١): من طريق عبد الله بن داود عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن عبد الله بن زيد رأى رجلًا نزل من السماء عليه ثوبان أخضران أو بردان أخضران، فقام على جذم حائط، فنادى: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر. فذكر الأذان على ما في حديث أبي محذورة غير أنه لم يذكر الترجيع، فأتى النبي ، فأخبره فقال: نِعْمَ ما رأيتَ عَلِّمْهُ بلالًا.
فهنا ذكر عبد الله بن داود الأذان بالتربيع مرسلًا، وعبد الله بن داود ثقة، إلا أنه قد تفرد بذكر الأذان أربعًا من حديث الأعمش. =

<<  <  ج: ص:  >  >>