للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الوجه الثاني:

قال شيخنا: «وفي قوله: (وأنا أشهد) دليل على أنه يقولها عقب قول المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله؛ لأن الواو حرف عطف، فيعطف قولَه على قولِ المؤذِّن، فإذن يوجد ذكر مشروع في أثناء الأذان» (١).

وعلى هذا القول تكون في إجابة الشهادتين صفتان:

إحداهما: أن يقول كما يقول المؤذن كما في حديث عمر .

والثانية: أن يجيبه بالعطف، فيقول: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا.

وقد يقال: بأن هذا الذكر من الأدعية التي تقال بعد الأذان، وقوله: (حين يسمع النداء) ظاهره أنه يقول ذلك حال سماع النداء قبل فراغه، ويحتمل أنه يريد حين يفرغ من سماعه.

(ح-٢٩٢) وقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله: أن رسول الله -قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة.

ودعاء الوسيلة للنبي -يقال بعد الفراغ من الأذان، وإن جاء بلفظ من قال: (حين يسمع النداء) أي حين يسمعه كاملًا، وليس يسمع بعضه، وقد جاء ذلك صريحًا في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم.

(ح-٢٩٣) فقد روى مسلم من طريق عبد الرحمن بن جبير،

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي يقول: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عَلَيَّ، فإنه من صلى عَلَيَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة (٢).


(١) الشرح الممتع (٢/ ٨٦).
(٢) صحيح مسلم (٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>