للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجواب الثاني عن كلام بعض المصلين عمدًا في صلب الصلاة:

ذهب الحنفية إلى أن حديث ذي اليدين منسوخ لاحتمال أن يكون ذلك وقع في الزمن الذي كان يجوز فيه الكلام في الصلاة، ويكون حديث أبي هريرة مما سمعه من الصحابة، ويكون معنى قول أبي هريرة: (صلى بنا .... ) أي صلى بالصحابة، وبه قال أكثر أصحاب مالك (١).

• واستدلوا على ذلك بما يلي:

الأول: أن أبا هريرة أسلم في سنة سبع من الهجرة، وذوي اليدين، قال أبو حاتم الرازي: ذو اليدين، وهو ذو الشمالين بن عبد عمرو (٢). اه

وإذا كان ذو اليدين هو ذي الشمالين فقد قتل يوم بدر، وعليه يكون قول أبي هريرة: (صلى بنا) على تأويل صلى بالصحابة (٣).

(ح-٢٤٠٤) فقد روى أحمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر بن أبي حثمة،

عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، فقال له: ذو الشمالين بن عبد عمرو، -وكان حليفًا لبني زهرة- أخففت الصلاة أم نسيت، فقال النبي : ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق يا نبي الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص (٤).

[اضطرب فيه الزهري اضطرابًا شديدًا، ووهم في قوله: (ذو الشمالين) وإنما هو ذو اليدين] (٥).


(١) البحر الرائق (٢/ ٣)، البيان والتحصيل (٢/ ٥٢).
(٢) الجرح والتعديل (٣/ ٤٤٧).
(٣) انظر: أحكام القرآن للطحاوي (١/ ٢٢٣).
(٤) المسند (٢/ ٢٧١).
(٥) رواه الزهري عن خمسة من شيوخه: سعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، =

<<  <  ج: ص:  >  >>