للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجمهور: أنهم تأولوا القطع على قطع الذكر والخشوع.

وحكى صاحب المفهم عن الجمهور أنهم تأولوه بأن ذلك مبالغة في الخوف على قطعها وإفسادها بالشغل بهذه المذكورات، وذلك أن المرأة تفتن، والحمار ينهق، والكلب يروع، فيشوش الفكر في ذلك حتى تنقطع عليه الصلاة وتفسد فلما كانت هذه الأمور آيلة إلى القطع جعلها قاطعة» (١).

وقيل: المراد بالقطع على ظاهره، وهو فساد الصلاة وبطلانها، وهو مروي عن ابن عمر، وأنس بن مالك، واختاره من التابعين الحسن البصري، وهو مذهب الحنابلة، ورجحه ابن حزم (٢).

قال ابن تيمية: «ويقطع الصلاة المرأة، والحمار، والكلب الأسود، والبهيم، وهو مذهب أحمد » (٣).

• حجة من قال: المراد بالقطع البطلان:

الدليل الأول:

(ح-٢٣٧٨) ما رواه ابن خزيمة، وعنه ابن حبان من طريق هشام بن حسان، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت،

عن أبي ذر، عن النبي ، قال: تعاد الصلاة من ممر الحمار والمرأة والكلب الأسود، قلت: ما بال الأسود من الكلب الأصفر من الكلب الأحمر؟ فقال: سألت رسول الله كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان (٤).

[لفظ: (تعاد الصلاة) شاذ، تفرد به هشام بن حسان، وهو رواية منه للحديث بالمعنى الذي فهمه، والمحفوظ: (يقطع الصلاة)] (٥).


(١) طرح التثريب (٢/ ٣٩١).
(٢) فيض الباري على صحيح البخاري (٢/ ١١٨)، الإنصاف (٢/ ١٠٦)، كشاف القناع (٢/ ٤٤٠).
(٣) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (٥/ ٣٣٩).
(٤) صحيح ابن خزيمة (٨٣١)، وصحيح ابن حبان (٢٣٩١).
(٥) الحديث مداره على حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.
روه هشام بن حسان وحده كما في صحيح ابن خزيمة ()، وعنه ابن حبان (٢٣٩١)، عن حميد بن هلال به، بلفظ: (تعاد الصلاة من ممر الحمار والمرأة والكلب الأسود … ). =

<<  <  ج: ص:  >  >>