للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما استطعتم؛ فإنه شيطان (١).

[رفعه منكر] (٢).


(١) المصنف، ت: عوامة (٢٩٠٠).
(٢) فيه أكثر من علة:
العلة الأولى: تفرد به مجالد بن سعيد، عن أبي الوَدَّاك، ومجالد إذا تفرد بشيء لم يقبل منه وإن كان قد روى عنه غير واحد من الأئمة مثل شعبة والثوري وابن عيينة وجماعة، وقد تغير بآخرة، قال ابن سعد كما في الطبقات الكبرى (٦/ ٣٤٩): كان ضعيفًا في الحديث.
ونقل ابن أبي حاتم عن ابن مهدي، قال: حديث مجالد عند الأحداث يحيى بن سعيد وأبي أسامة ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم هؤلاء القدماء، قال ابن أبي حاتم: يعني: أنه تغير حفظه في آخر عمره.
وقال أحمد: ليس بشيء، يرفع حديثًا كثيرًا لا يرفعه الناس، وقد احتمله الناس. الجرح والتعديل (٨/ ١٦٥٣).
وقال البخاري: كان ابن حنبل لا يراه شيئًا، يقول: ليس بشيء.
العلة الثانية: الاختلاف في قوله: (لا يقطعها شيء) فروي هذا الحرف مرة مرفوعًا إلى النبي ، ومرة موقوفًا على أبي سعيد.
فقد اختلف على مجالد بن سعيد:
فرواه أبو أسامة (روى عن مجالد بعد تغيره) في مصنف ابن أبي شيبة (٢٩٠٠)، وسنن أبي داود (٧١٩)، ومستخرج الطوسي (٣١٥)، وسنن الدارقطني (١٣٨٢)، والخلافيات للبيهقي (٧٧٤)، وفي السنن الكبرى له (٢/ ٣٩٥)، وشرح السنة للبغوي (٥٥٠).
ومحاضر بن المورِّع كما في الأوسط لابن المنذر (٥/ ١٠٦)، كلاهما عن مجالد، عن أبي الوَدَّاك، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله : لا يقطع الصلاة شيء وادرؤوا ما استطعتم؛ فإنما هو شيطان. هكذا روياه مرفوعًا عن مجالد.
وخالفهما عبد الواحد بن زياد البصري كما في سنن أبي داود (٧٢٠) والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٣٩٥)، حدثنا مجالد، حدثنا أبو الوَدَّاك، قال: مَرَّ شاب من قريش بين يدي أبي سعيد الخدري، وهو يصلي فدفعه ثم عاد فدفعه ثلاث مرات فلما انصرف قال: إن الصلاة لا يقطعها شيء ولكن، قال : ادرؤوا ما استطعتم؛ فإنه شيطان.
فجعل قوله: (إن الصلاة لا يقطعها شيء) موقوفًا على أبي سعيد الخدري.
والحمل في هذا الاختلاف على مجالد، وليس على الرواة عنه، وقد اشتهر برفع الموقوفات.
العلة الثالثة: المخالفة، فالحديث في الصحيحين، وليس فيه لفظ: (لا يقطعها شيء).
فقد روى البخاري (٥٠٩)، ومسلم (٢٥٩ - ٥٠٥) من طريق أبي صالح السمان، قال: رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من =

<<  <  ج: ص:  >  >>