للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رسول الله عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد (١).

فقولها: (عن الالتفات في الصلاة) ف (أل) في (الالتفات) للعموم، فيشمل جميع أنواع الالتفات، ومنه التفات القلب والتفات البصر، والتفات البدن، وإن كان بعضها في الكراهة أشد من بعض بقدر ما يشغل المصلي عن الخشوع والتدبر في الصلاة.

الدليل الثاني:

خشوع البصر والسمع مطلوب في الصلاة.

(ح-٢٢١٣) فقد روى مسلم من طريق الماجشون، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع،

عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله ، أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين … وإذا ركع، قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي … الحديث (٢).

فكون الرسول يتوسل إلى الله بخشوع سمعه وبصره دليل على أن ذلك قربة، فإذا قلب المصلي بصره يمنة ويسرة بلا حاجة شغله ذلك عن خشوع بصره المطلوب في الصلاة أو عن كماله، وذلك مكروه، والله أعلم.

الدليل الثالث:

التفات البصر علامة على التفات القلب، وهو الأصل في تحقيق الخشوع في الصلاة.

قال تعالى ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (﴾ [المؤمنون: ١، ٢].

قال الشنقيطي في أضواء البيان: «عُدَّ الخشوع في الصلاة من صفات المؤمنين المفلحين الذين يرثون الفردوس، وبين أن من لم يتصف بهذا الخشوع تصعب عليه الصلاة في قوله وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين» (٣).


(١) صحيح البخاري (٧٥١).
(٢) مسلم (٢٠١ - ٧٧١).
(٣) أضواء البيان (٥/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>