(٢) الحديث فيه أكثر من علة: الأولى: تفرد به أسامة بن زيد الليثي، وحديثه حسن إذا حدث من كتابه، وقد روى عنه ابن وهب نسخة صالحة، وأخرج له مسلم من طريقه في الشواهد، ويخطئ إذا حدث من حفظه، وقد وثقه ابن معين، وتركه يحيى بن سعيد القطان، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: ليس بشيء، فراجعه ابنه عبد الله فيه، فقال: إذا تدبرت حديثه تعرف فيه النكرة. انظر: ميزان الاعتدال (١/ ١٧٤)، فهذا الكلام من الإمام أحمد قاله بعد أن تدبر أحاديثه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن أسامة بن زيد الليثي، فقال: نظرة في حديثه يتبين لك اضطراب حديثه. وفي التقريب: صدوق يهم. فيخشى أن يكون هذا الحديث من جملة أوهامه. العلة الثانية: الاختلاف على وكيع في إسناده: فرواه الإمام أحمد كما في المسند (٦/ ٢٩٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢٩١٨)، فقالا: عن وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن قيس، عن أمه، عن أم سلمة. ورواه ابن أبي شيبة كما في سنن ابن ماجه (٩٤٨)، عن وكيع، عن أسامة، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أم سلمة. فجعله: (عن أبيه) بدل (عن أمه). قال شعيب الأرنؤوط في تخريجه لسنن ابن ماجه (٢/ ١٠٠): هكذا -يعني عن أبيه- في أصولنا الخطية و (مصباح الزجاجة) ومطبوعة محمد فؤاد عبد الباقي … ». وقال الزيلعي في نصب الراية (٢/ ٨٥): « .... لم أجد في (كتاب ابن ماجه، ومصنف ابن أبي شيبة) إلا محمد بن قيس عن أبيه، وكلام ابن القطان مبني على أنه قال: عن أمه». وقد وقع في بعض نسخ ابن ماجه (محمد بن قيس، عن أمه) واعتمدها المزي في تحفة الأشراف (١٣/ ٦٤)، فقال: محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، عن أمه، عن أم سلمة. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ١١٦):: «هذا إسناد ضعيف، وقع في بعض النسخ: عن أمه، بدل: عن أبيه، واعتمد المزي ذلك، وأخرج الحديث في ترجمة أم محمد بن قيس عن أم سلمة، ولم يسمها، وأبوه أيضًا: لا يعرف، والله أعلم». ورواه عثمان بن أبي شيبة وأبو بكر بن أبي شيبة، كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٣/ ٣٦٢) =