للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص: «وفيه نظر؛ لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية، فكيف تحمل عليه الألفاظ النبوية» (١).

والصحيح أن الجزم في اللغة له معنيان:

أحدهما: السكون، كما قاله أكثر من واحد من علماء اللغة كابن الأثير، والأزهري في تهذيب اللغة (٢)، ومنه سمي جزم الإعراب، وهو السكون.

قال ابن قدامة: «ذكر أبو عبد الله بن بطة أنه حال ترسله لا يصل الكلام بعضه ببعض معربًا بل جزمًا، وحكاه عن ابن الأنباري عن أهل اللغة … » (٣).

وقول ابن حجر: كيف تحمل عليه الألفاظ النبوية، وكأن القول بأن التكبير جزم ثابت عن النبي ، فهو لم يثبت مرفوعًا كما لم يثبت عن إبراهيم النخعي.

المعنى الثاني يطلق الجزم على القطع، وعدم المد، ويسمى الحذف. فإنكار السيوطي وابن حجر أحد المعنيين لا وجه له، والله أعلم.

• دليل من قال: يوصل التكبير في أول الأذان دون آخره:

(ح-١٧٦) يمكن أن يستدل لهم بما رواه البخاري ومسلم من طريق أيوب، عن أبي قلابة،

عن أنس، قال: أمر بلال أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة (٤).

• وجه هذا القول:

أن التكبير في الإقامة وإن كانت صورته تثنية فهو بالنسبة إلى الأذان إفراد، ولا يأتي هذا إلا إذا استحب للمؤذن أن يقول: كل تكبيرتين بنفس واحد، فيقول في أول الأذان الله أكبر الله أكبر بنفس واحد، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر بنفس آخر، وينبغي أن يفرد كل تكبيرة من اللتين في آخره بنفس حتى يكون شفعًا لأنه إذا وصل


(١) تلخيص الحبير ط قرطبة (١/ ٤٠٧).
(٢) النهاية في غريب الحديث (١/ ٢٧٠)، تهذيب اللغة (١٠/ ٣٣١).
(٣) المغني (١/ ٢٤٥).
(٤) رواه البخاري (٦٠٥، ٦٠٦) م (٣٧٨) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>