للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فاختار عمر شطرًا واحدًا من كل جملة يقولها المؤذن؛ لتدل على ما يقوله عند سماع الشطر الثاني، فذكر من جملة التكبير (الله أكبر الله أكبر) كشطر واحد من جملتي التكبير، كما اختار شطرًا واحدًا من الشهادتين، ومن الحيعلتين، فدل الحديث على أن المؤذن يجمع كل تكبيرتين بِنَفَسٍ واحدٍ.

وهذا من أقوى الأدلة وأصرحها على وصل التكبيرتين.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: «قال أصحابنا يستحب للمؤذن أن يقول كل تكبيرتين بنفس واحد، فيقول في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر بنفس واحد، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر بنفس آخر» (١).

الدليل الثاني:

(ح-١٧٣) ما رواه البخاري ومسلم من طريق أيوب، عن أبي قلابة،

عن أنس، قال: أمر بلال أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة (٢).

الدليل الثالث:

(ح-١٧٤) ما رواه أحمد، عن محمد بن جعفر وحجاج، كلاهما عن شعبة، سمعت أبا جعفر - يعني المؤذن يحدث عن مسلم أبي المثنى، يحدث

عن ابن عمر قال: إنما كان الأذان على عهد رسول الله مرتين وقال حجاج: يعني مرتين مرتين - والإقامة مرة، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، وكنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة. قال شعبة: لا أحفظ غير هذا (٣).

[رواه أبو جعفر عن أبي المثنى مرفوعًا وتابعه ابن أرطاة، وخالفه إسماعيل بن أبي خالد فرواه عن أبي المثنى عن ابن عمر موقوفًا، وهو المحفوظ].


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (٤/ ٧٩)، ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (٢/ ٨٣).
(٢) رواه البخاري (٦٠٥، ٦٠٦) م (٣٧٨) ..
(٣) المسند (٢/ ٨٥)، وقول شعبة: لا أحفظ غير هذا، يعني أنه لم يسمع منه إلا هذا الحديث، هكذا عند أبي داود وغيره. وقد سبق تخريجه، انظر: ح (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>