للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأما القطع والوصل فقد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:

القول الأول:

ذهب الحنفية والشافعية إلى أن صفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر، ويقف، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر بصوت واحد، وبنفس واحد من غير فرق بين التكبيرات التي في أول الأذان والتي في آخره (١).

قال النووي: «يستحب أن يجمع المؤذن كل تكبيرتين بنفس واحد، وأما باقي الألفاظ فيفرد كل كلمة بصوت لطول لفظها بخلاف التكبير» (٢).

القول الثاني:

أن يقطع على كل تكبيرة، ولا يصلها بالأولى، ولا فرق بين التكبير الذي في أول الأذان، والتكبير الذي في آخره، وهذا قول لبعض الحنفية، وشيوخ صقلية من المالكية، ووجه للشافعية، ومذهب الحنابلة (٣).

جاء في التوضيح لخليل: «أجاز بعض الأندلسيين الوصل والوقف في التكبير من بين ألفاظ الأذان … » (٤).

القول الثالث:

ذهب المالكية إلى أن التكبيرتين اللتين في أول الأذان الراجح فيهما الوصل، وأما باقي جمل الأذان بما في ذلك التكبير الذي في آخره فإن القطع فيهما واجب، وهذا هو المشهور من مذهب المالكية.


(١) درر الحكام شرح غرر الأحكام (١/ ٥٥)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: ١٩٦)، حاشية ابن عابدين (١/ ٣٨٦)، إعانة الطالبين (١/ ٢٣٨)، العباب المحيط (٢/ ٢٩٣)، المجموع (٣/ ١٣٥)، مغني المحتاج (١/ ١٣٦)، أسنى المطالب (١/ ١٢٦)، المقدمة الحضرمية (ص: ٦٠)، حواشي الشرواني (١/ ٤٦٨).
(٢) روضة الطالبين (١/ ٢٠٨).
(٣) الذخيرة للقرافي (٢/ ٤٩)، منح الجليل (١/ ١٩٩)، مواهب الجليل (١/ ٤٢٦)، الخرشي (١/ ٢٣٠)، ومطالب أولي النهى (١/ ٢٩٩)، الإنصاف (١/ ٤١٤)، كشاف القناع (١/ ٢٣٨)، المبدع (١/ ٣١٩).
(٤) التوضيح (١/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>