للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأخبر الله تعالى أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك ولولاها لم يَهْتَدِ بعض الناس إلى استقبال الكعبة

(ث-٢٢٨) وروى البخاري معلقًا قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له (١).

وهذه الثلاث منصوص عليها في كتاب الله تعالى، وليس في هذه الآيات ما يدل على حصر فوائد النجوم بهذه الأمور الثلاثة، والمحذور هو دعوى أن لهذه النجوم تأثيرًا في المقادير الكونية، والحوادث الأرضية، كما يزعم المنجمون ويَدَّعُون فيها قراءة المغيبات، فهذا شرك بالله، وتكذيب له سبحانه، فهو وحده الذي يعلم الغيب، ويُجْرِي المقادير.

فالذي يهمنا من علم النجوم معرفتنا لها أنها علامات زمانية يستدل بها على فصول السنة وأوقات البذر والحصاد والغرس.

وعلامات مكانية يستدل بها على معرفة أوقات الصلاة وجهات الشمال والجنوب.

قال تعالى: ﴿لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: ٩٧].

أي خلقها للاهتداء بها، والخطاب عام لكل الناس، وإذا كانت هذه هي الغاية من خلقها كان تعلمها مطلوبًا شرعًا حيث لا تتم الهداية بها إلا بذلك.

قال القرافي: والهداية إنما تكون للمقاصد، والصلاة من أهم المقاصد (٢).

وقد اختلف العلماء في قوله تعالى: ﴿وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. [النحل: ١٦].

على ثلاثة أقوال:

«الأول: أن الألف واللام في قوله تعالى ﴿وَبِالنَّجْمِ﴾ للجنس. والمراد به جمع النجوم ....

الثاني: أن المراد به الثريا.

الثالث: أن المراد به الجدي والفرقدان.


(١) صحيح البخاري (٤/ ١٠٧).
(٢) الذخيرة (١/ ٤٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>