للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعلى ترجيح كونه موقوفًا فإنه لم يخرج عن صلاحيته للاحتجاج باعتباره قولًا من صحابي ، والصحابة لم يتهموا ببدعة، وهم خير القرون، وقد تلقوا العلم على خير البشر، خاصة أن ابن عمر من فقهاء الصحابة ، وكان حريصًا على اتباع الأثر، كيف وقد اعتضد هذا بما صح عن أنس موقوفًا عليه.


= عن ابن عمر أنه كان يقول: حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم. وهذا من فعل ابن عمر.
كما رواه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٢) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن محمد بن عجلان به، من فعل ابن عمر.
وخالفهم وكيع، وعبد الله العمري، فروياه عن سفيان، وجعلاه من مسند عمر.
رواه الدارقطني (١/ ٢٤٣) ومن طريقه البيهقي (١/ ٤٢٣) من طريق وكيع، عن سفيان، عن محمد بن عجلان.
وروياه أيضًا من طريق وكيع، عن عبد الله بن عمر العمري، كلاهما (العمري ومحمد بن عجلان) عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، أنه قال: لمؤذنه: إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر، فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم. فجعله موقوفًا على عمر. ولم يتابع أحد وكيعًا في جعله موقوفًا على عمر من طريق سفيان.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٢٥٤) حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقول في أذانه: الصلاة خير من النوم، وربما قال: حي على خير العمل.
وهذا موقوف على ابن عمر، وزيادة أبي خالد: حي على خير العمل زيادة شاذة.
وهذا التخليط الحمل فيه على ابن عجلان، فإن روايته عن نافع فيها اضطراب.
قال عبد الله بن أحمد كما في كتاب العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه عبد الله (٤٩٤٥): «حدثني ابن خلاد، قال: سمعت يحيى يقول كان ابن عجلان مضطربًا في حديث نافع ولم يكن له تلك القيمة عنده».
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢١٧٣) من طريق عبدة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يقول في أذانه: الصلاة خير من النوم.
وهذا رجاله كلهم ثقات، وهو من فعل ابن عمر، وعبيد الله من أَجَلِّ أصحاب نافع، وهي موافقة لرواية ابن عجلان عن نافع من رواية عبد الرزاق وعبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن ابن عجلان به.
ومن رواية أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان، وهذا ما يجعلني أرجح كون الأثر من فعل ابن عمر، وليس من فعل الصحابة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>