للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج: ص:  >  >>

[كلمة دار إحياء التراث العربي]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَبَثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءاً، وَاتَّقُوا اللَّه الذي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سديداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكم ذُنُوبَكم، ومَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزاً عظيماً﴾ [الأحزاب: ٧١ - ٧٠].

أما بعد فهذا كتاب «الهداية» (١) شرح بداية المبتدي في الفقه الحنفي لأبي الحسن، علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن برهان الدين المرغيناني، الرشداني (ت ٥٩٣ هـ) الذي تحدث فيه عن الكتب الفقهية بدأه بالطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وغيرها وانتهى به بكتاب السير.

وهو شرح متن «البداية في الفقه» له ولكنه في الحقيقة كالشرح ل «مختصر القدوري»، و «الجامع الصغير» لمحمد، وعادته أن يحرر كلام الإمامين من المدعي والدليل، ثم يحرر مدعي الإمام الأعظم ويبسط دليله، بحيث يخرج الجواب من أدلتهما، فإذا كان تحريره مخالفاً لهذه العادة، يفهم منه الميل إلى ما ادعى الإمامان، ووظيفته أنْ يَشْرَحَ مسائل «الجامع الصغير» و «القدوري».


(١) طبع بالقاهرة في أربعة أجزاء تقع في مجلدين عام ١٣٥٥ هـ/ ١٩٣٥ م، وهي الطبعة التي كانت أصلاً لعملنا. وقد شرح الكمال ابن الهمام (ت ٨٦١ هـ) «الهداية» في كتابه «شرح فتح القدير»، غير أن المنية اخترمته قبل إتمام هذا الشرح، فأكمله شمس الدين أحمد بن قودر المعروف بقاضي زاده بما سماه «نتائج الأفكار» وطبع الجميع في ثمانية أجزاء، (٦) لابن الهمام و (٢) لقاضي زاده في المكتبة التجارية بالقاهرة وتصور وتنشر طبعاته دار إحياء التراث العربي. انظر لمحات في المكتبة والبحث والمصادر للدكتور محمد عجاج الخطيب (٢٤٦)، وكتابه البحث العلمي للدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان الصفحة (٣٣٨).

ج: ص:  >  >>