وأقر له بالفضل والتقدم أهل عصره: كالإمام فخر الدين قاضيخان، والصدر الكبير برهان الدين صاحب المحيط البرهاني، والشيخ الإمام ظهير الدين محمد بن أحمد البخاري صاحب الفتاوي الظهيرية، والشيخ زين الدين أبو نصر أحمد بن محمد بن عمر العتابي وغيرهم.
[مؤلفاته]
وله مؤلفات منها كتاب مجموع النوازل. وكتاب التجنيس والمزيد. وكتاب في الفرائض. وكتاب المنتقى. وكتاب بداية المبتدي. وكتاب كفاية المنتهى. وكتاب الهداية. ومناسك الحج.
أما بداية المبتدي، فقد قال المؤلف ﵀: كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكون كتاب في الفقه فيه من كل نوع، صغير الحجم كبير الرسم؛ وحيث وقع الاتفاق بتطواف الطرق، وجدت المختصر المنسوب إلى القدوري أجمل كتاب في أحسن إيجاز وإعجاب، ورأيت كبراء الدهر يرغبون الصغير والكبير في حفظ الجامع الصغير، فهممت أن أجمع بينهما ولا أتجاوز فيه عنهما إلا ما دعت الضرورة إليه، وسميته:[بداية المبتدي] وقد اختار في ترتيب أبوابه ترتيب الجامع الصغير تبركاً بما اختاره الإمام محمد بن الحسن. وقال المؤلف ولو وفقت لشرحها أرسمه ب [كفاية المنتهى] ثم وفق لشرحها ورسمه بكفاية المنتهى، وهو كتاب عزيز الوجود يقع في ثمانين مجلداً كما نقله اللكنوي عن مفتاح السعادة.
ولما تبين فيه الإطناب وخشي أن يهجر منه الكتاب شرح المتن ثانياً مختصراً حاوياً نافعاً وافياً، سماه بالهداية؛ جمع فيه بين عيون الرواية، ومتون الدراية، وافتتح بتأليفه ظهر يوم الأربعاء من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وهو مقبول بين الأنام من الخواص والعوام. وقد أنشد الإمام عماد الدين ابن شيخ الإسلام صاحب الهداية في حقها: