للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إنه اصطلح في كتابه على أُمور:

منها: إذا قال في الكتاب» أراد القدوري. ومنها: أنه يذكر لفظ «قال» في أول كل مسألة، إذا كانت مسألة «القدوري»، أو «الجامع الصغير»، أو كانت مذكورة في «البداية»، وإن كانت مذكورة في غيرها لم يذكرها.

ومنها: أنه يذكر مسائل القدوري أولاً، ومسائل الجامع الصغير في آخر الأبواب، وإذا كان نوع مخالفة بينها يُصَرِّح بلفظ «الجامع الصغير».

ومنها: أنه إذا قال: «الحديث محمول على المعنى الفلاني» يريد به حمل أئمة الحديث، وإذا قال «نحمله» يريد حمل نفسه عليه دون الأئمة.

ومنها: أنه يقول في الدليل العقلي: «لما بينا»، وفي الثابت بالكتاب «لما تلونا» وفي الثابت بالسنة لما روينا» وفي الثابت يقول الصحابة: «للأثر»، وقد لا يفرق بين الأثر والخبر ويقول: «لما روينا»، ويقول «لما ذكر» فيما هو أعم.

ومنها: أنه يشير إلى المسألة التي أورد لها النظير بأسماء الإشارة التي للقرب، وإلى نظيرها

بأسماء الإشارة التي للبعد.

ومنها: أنه يُعبِّر عن الدليل العقلي بالفقه حيث يقول: «والفقه فيه كذا».

ومنها: أنه إذا قال: «عن فلان»، يريد به الرواية عنه، وإذا قال «عند فلان» يريد به أنه مذهبه. ومنها: أنه إذا ذكر خاصته وتصرفه لا يقول «قلت» احترازاً عما فيه من الافتيات والأنانية بل يقول: «قال العبد الضعيف عفي عنه».

ونظراً لأهمية هذا الكتاب الفقهية عند سادتنا الأحناف، فقد رأت «دار إحيار التراث العربي» أن تعيد نشره بحلة قشيبة جديدة ومصححة بعد تخريج آياته القرآنية وتصحيح أخطاء الطبعة السابقة، وقد عزت هذا الأمر لفضيلة الأستاذ باسم حسين عيتاني الذي تكرم مشكوراً بالاعتناء بهذا الكتاب الجليل وتصحيح ألفاظه بما قدر الله به وأعان. هذا ويجد القارئ ترجمة للمؤلف في الصفحات التي تلي هذه مباشرة.

ربنا تقبل منا هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم، وانفع به عبادك، وصل اللهم على سيدنا محمد الأمي وعلى آله وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دار إحياء التراث العربي

بيروت ٢١ ذو الحجة ١٤١٥ هـ

الموافق ٢٠ أيار ١٩٩٥ م

<<  <  ج: ص:  >  >>