سالمٌ في عقيدته من الانتقاد، رَادعًا كُلّ جَريء مانعًا في ذلك كل مفتري، قائمًا بنصرة مذهب الأشعري، وهو الذي طاف ذكره وطار وجاوز أجواز الفلوات، وأثباج البحار، كريم بما ملكته يداه، جواد يخجل الجود نداه، جارٍ إلى العلياء في ميدان السباق، فلا يلحق أحدٌ مداه، ذلك الذي تنفس الدَّهر فسمح به، وراق الزمان، ولاق المقام في مصرنا بسببه.
رأيت بخط الشيخ الإمام عالم العلماء الأعلام أبي الفتح محمد بن وهب القشيري، وقد ذكره وقال: هو أحدُ سلاطين العلماء في وقته، شيخنا الإمام أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام.
وحسبُك هذا الكلام من هذا الإمام، برع في مذهب الشافعي، فانتهت الرئاسة فيه إليه، ووردت الفتاوى من الأمصار عليه.
سمعت الشيخ الثقة المفتي أبا الفتح محمد بن أحمد الدشناوي يقول: قال لي الشيخ سراج الدين موسى ابن دقيق العيد: قال العلامة أبو عمرو بن الحاجب: ابن عبد السلام أفقه من الغزالي، وأشدُّ من الشافعي.
قال: فحكيت ما قال لأخيه تقي الدين فقال: أمَّا الأول فمُسلّم، وأما الثاني ففيه نظر.
سمع الحديث من القاسم بن علي بن عَسَاكِر الدِّمَشْقي الحافظ، وعبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد البغدادي، وأبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وحنبل بن عبد الله الرُّصافي، وعبد الصمد بن الحرستاني، وغيرهم.
وحضر عند الخُشوعي وحدَّث، سمع منه العلماء والحفاظ، منهم: الحافظ عبد المؤمن الدِّمْيَاطِي، والعلَّامة أبو الفتح القشيري، والعلامة أبو العباس أحمد الدَّشناوي،