للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٧٨ - محمد بن أحمد بن عيسى القليوبي المحتد، المنعوت بالفتح (١).

اشتغل بالفقه على مذهب [الشافعي] (٢) على أبيه، وغيره، وتأدب به، ونظم النظم الجيد.

وكان ذكي الفطرة، كريمًا، كثير التبذير والتنذير، لطيفًا، إلا أنه كان واسع الخيال، وبسببه تحصل له أنكادٌ.

وولي القضاء بأشموم، وبأبيار، وبصفد، وواقعه التخيل في وحشة بينه وبين قاضي القضاة أبي عبد الله ابن جماعة الكناني، وكان مقبلًا عليه ومحسنًا إليه، فأعرض عنه وبعُد منه، وألجأته الضرورة والحاجة إلى قيام الصورة، إلى أن ناب عن عبد العزيز بن أحمد الأشموني بمدينة المحِلّة، ثم حصل بينهما نفرة بسبب الخيال، فجاء إلى القاهرة فأقام مدة لطيفة، وتوفي بها.

قال: كان بيني وبين الجلال الهوريني صحبة ورُفْقة، فولي قضاء منية بني خصيب، وأهدى إلي بُسْرًا، فوجدت نواه كبيرًا، فكتبت إليه، وهي هذه الأبيات: شعر

أرسلتَ لي بُسْرًا حقيقته نوى … عارٍ فليس لجسمه جلباب

ولئن تباعدت الجسومُ فودُّنا … باقٍ ونحن على النوى أحباب

وقال لي: اجتمعت بالصاحب تاج الدين، فأعطاني تفصيلة محرّرًا، فأنشد ارتجالًا:

يا أيها المولى الوزير الذي … إفضاله أوجب تفضيله

أحسنتَ إجمالًا ولم ترض بالإجمال إذ أرسلت تفصيله


(١) انظر ترجمته في: أعيان العصر: (٤/ ٢٤٣ - ٢٤٨)، طبقات الشافعية الكبرى: (٩/ ١٢٦)، طبقات الإسنوي: (٢/ ١٦٦)، الدرر الكامنة: (٥/ ٧٧ - ٧٨)، هدية العارفين: (٢/ ١٤٥).
(٢) زيادة من المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>