التقوى، والتقوى خير زاد، وأنفق عمره في ما يُرضى، وأتى من أفعال البر بما يحكم له بالفوز ويقضى، ولم يزل متصفًا بجميل الأوصاف متزرًا بالنقاء والعفاف، شديد القوة في الدّين، متحليًا بما يزين، وثيق العُرى إلى أن استردّته التي منها خُلق، فأودع في بطن الثرى، فأودع القلوب حسرات، وأجرى من العيون عبرات.
سمع الحديث من قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الحموي، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الشهير بابن القمَّاح، وعبد الله الصنهاجي، وجماعة من المتأخرين، وتفقه على المحيي المعروف بالدِّمَشْقي، وقاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن الحريري، وقرأ الأصول على العلامة شيخ الشيوخ علي بن إسماعيل القونوي.
ودرَّس بالمدرسة الحسامية بالقاهرة، وبتربة ابن الحريري بالقرافة، وأعاد بالمدرسة المنصورية وغيرها، وناب في الحكم بمصر، ثم تركه ومضى على جميل.
وتوفي بالمدرسة الصَّالحية ليلة الجمعة، ودفن قبيل الصلاة يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.
ومولده يوم/ الجمعة، الثامن أو العاشر من جمادى الأولى، سنة ثلاث وسبع مئة.
٢٢٢ - عبد الرحيم بن أبي جعفر النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي بن سلمان بن محمد بن سلمان بن صالح بن محمد بن وهبان السَّلمي الحديثي المولد، البغدادي الدار والمنشأ، الفقيه الأديب المكنى بأبي نصر، المعروف والده بابن البزوري (١).