وحدث بـ "المقامات" عن عبد اللطيف البغدادي.
وولى نيابة السلطنة بالإسكندرية، وله فيها حكايات حسنة.
أنشدنا الفقيه الفاضل المحدث معين الدين محمد بن أحمد المصغوني الإسكندراني بها، أنشدنا ابن باخل لنفسه في ما أجاز لي، هذه الأبيات وهي قوله:
انظر إلى الدنيا بعين بصيرة … ودع التشاغل بالذي لا ينفع
كم رامها في ما مضى من جاهلٍ … ليفوز منها بالذي هو يطمع
ويكون فيها آمنا في سربه … لا يختشي ريبًا ولا يتوقَّع
قلبت له ظهر المجنِّ فما درى … إلا وأسياف المنية تلمع
فأجاب دهرًا خانه في سلمه … والعين من فرط الكآبة تدمع
قبحًا لوجهك يا زمان فإنه … وجهٌ له من كل لوم بُرْقُعُ
وقوله:
يقولون كافات الشتاء كثيرة … وما هي إلا فرد كاف لمن درى
إذا صحَّ كاف الكيس فالكل حاصلٌ … عتيد وكل الصيد يوجد في الفرا
وكان بينه وبين العلامة أبي العباس ابن المنير صورة في الباطن، وبينهما في الظاهر مودَّة، فتوجه ابن المنير مسافرًا، فضعف فرجع، وتوفي، وتحدث الناس أن ابن باخل دسّ عليه سمًا، فتوفي بعده بأيام يسيرة، في سنة ثلاث وثمانين وست مئة.
٣٨٣ - محمد بن بختيار بن عبد اللَّه الجوهري البغدادي، المعروف بالأبله (١).
(١) انظر ترجمته في: خريدة القصر (العراق): (٤/ ٩٠ - ١١٠)، الكامل: (٩/ ٤٧٨ - ٤٧٩)، تاريخ ابن الدبيثي: (١/ ٢٥٣)، المحمدون من الشعراء: (١٦٦ - ١٦٧)، عيون الروضتين: (٣/ ٢٠١ - ٢٠٢)، مرآة الزمان: (٨/ ٣٧٩ - ٣٨٠)، وفيات الأعيان: (٤/ ٤٦٣ - ٤٦٥)، المختصر في أخبار البشر: (٣/ ٦٧)، =