للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سمعنا بالموفق فارتحلنا … وشافعنا له حسب وعلم

ورمت يدًا أقَبّلها وأخرى … أعيش بنيلها أبدًا وأسمو

فأنشدنا لسان الحال فيه … يدٌ شلا وأمرٌ لا يتم

فزاد أبو العبّاس في حنقه، وصار مترصّدًا له الغوائل، فحُفِظَت عنه أبيات قالها وهو على حالة استهتار في رمضان، وهي قوله، شعر:

يقول أخو الفضول وقد رأى بي … على الإيمان يغلبنا المجون

أتنتهكون شهر الصّوم هلّا … حماهُ منكم عقل ودين

فقلت اصحب سوانا نحن قومٌ … زنادقةٌ مذاهبنا فنون

نُدين بكل دين غير دين الرّ … عاع فما به أبدًا ندين

بحيِّ على الصبوح الدّهر ندعوا … وإبليس يقول لنا آمين

فيا شهر الصيّام إليك عنّا … إليك ففيك أكفر ما نكون

فأرسل أبو العبّاس من هجم عليه وهو على هذه الحالة، وأظهر أنه يرضي العامة بقتلِه، فقتَلَه، وذلك في سنة إحدى وثلاثين وست مئة، والله أعلم بحاله.

٢٨ - أحمد بن عبد الدّائم بن يوسف بن قاسم بن عبد الله بن عبد الخالق الشّارمساحي، المنعوت شهاب الدين، المكنى بأبي يوسف (١).

كان شاعرًا مجيدًا، وفيه عروبية ومكرمة، وكان كثير الهجو، وبسببه حصل له التعب.


(١) انظر ترجمته في: أعيان العصر: (١/ ٢٥٤ - ٢٥٦)، الوافي بالوفيات: (٧/ ٢٤ - ٢٥)، فوات الوفيات: (١/ ٨٢ - ٨٣)، الدرر الكامنة: (١/ ١٨٨ - ١٩٢)، السلوك: (٢/ ٤٤٤)، النجوم الزاهرة: (٩/ ٢٤٩)، شذرات الذهب: (٨/ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>