وكان يدرس بالمدرسة الطيبرسية بمصر، وبالجامع الأقمر بالقاهرة.
سمع الحديث من العلم ابن الصابوني، وأجاز له ابن باقا.
وخرَّج له "مشيخة" التقي عبيد الإسعردي، وسمع منه هو وجماعة.
وترك القضاء مدة، فلما ولى قاضي القضاة ابن جماعة، بعث إليه وكلَّفه، واستمر فيه مدة، وتركه، ومضى على جميل وفضل جزيل.
وكان يتفقَّد كتب الأوقاف ويشتري الرقوق ويثبتها، وإن كان الشهود أمواتًا سعى في إثباتها عند المالكية، ويصرف من عنده في ذلك ما يحتاج إليه، وسيجده نورًا يسعى بين يديه.
توفي ليلة الاثنين، حادي عشر شعبان، سنة سبع وسبع مئة.
ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وست مئة، عفا الله عنه، ورحمة الله عليه.
٤١٨ - محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار الأزجي، المنعوت بالعفيف، والمكنى بأبي عبد الله، والمعروف بابن الدواليبي البغدادي، الفقيه الحنبلي (١).
كان فيه أدبٌ، وله نظمٌ ونثرٌ، وكان متديِّنًا صيِّنًا، قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعظُ الناس، ووليَ مشيخة الحديث بالمدرسة المستنصرية ببغداد.
سمع الحديث من إبراهيم بن محمود بن غانم بن الخير، وأبي عبد الله محمد بن أبي البدور، وأبي الفضائل الأعزِّ بن فضائل، وأبي القاسم يحيى بن أبي السعود بن القميرة، وأخيه، وأحمد، وعجيبة بنت الحافظ أبي بكر بن محمد بن غالب، ويوسف ابن الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، وغيرهم.