للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الكلام، ولا حكايات أهله، وأنا بحمد الله لا يؤثِّرُ فيَّ شيء خارجٌ عما أنا فيه، وعندي من القوة ما أدفع به الشُّبهَة، لكن عينٌ لا ترى، وقلب لا يحزن.

قال: وكان يمنع أن يكتب له الشيخ في كتاب مشترىً أو غيره، فقيل له: لم لا تبيح لنا ذلك؟ فقال: لو عرفت أنكم تحملوها على معناها ما منعت، ثم قبضَ على لحيته، ويقول: أنا شيخ، ولكن الشيخ عندكم كلمة إجلال، إما شيخ علم، أو شيخ تصوف، ما لنا لهذه الترجمة حاجة.

وأنبانا شيخنا المذكور أيضًا، عن شيخه المذكور، قال: وكان بالإسكندرية طائفةٌ قد تقَوَّت، وصارت تنهب أموال الناس، ولا تقدر الولاة على تحصيلها، فوقعت ليلة في بستان الشيخ، فقال: وصلوا إلينا، وَقَعوا، فلما انقضى النهار إلا وقد وقعت امرأة منهم، فدلَّت عليهم، فمُسِكوا.

وحكاياته كثيرة.

وكان أبو العباس المرسي بينهُ وبينه وَحشةٌ، ويعرّض به في كلامه، لتباين حالهما.

وكُفَّ بصره في آخر عمره، وكانت وفاته بالإسكندرية، في السابع عشر من شهر شعبان، سنة اثنتين وستين وست مئة.

وقد اتّفق في هذا التصنيف شيءٌ عجيبٌ، ابتدأته بصالحٍ، وختمته بصالح، فكان من الاتفاق الغريب.

وأنا أستغفر الله في ما فرَطْ، وأسأله العفو عما وقع من سهو وغلط، والسلامة من الخطأ إنما تثبت لمن شهدت له القواطع بالعصمة، ودعوى رُتبة الكمال لغير من تثبت له أقبح وصمة، وتسَلُّط النسيان على جنس الانسان شيء معلوم، وطلب المسامحة أمر على المرء محتوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>