فنعتُ أثير الدين فيه حقيقةٌ … وفي غيره إن قيل كان مجازا
ومدحه كثير من الفضلاء يطول ذكرهم.
سمعت من شيخنا، ﵀، قصائد من نظمه، ومقطعات، منها: "قصيدته" التي مدح بها المصطفى ﷺ، أولها قوله: شعر
لا تعذلاه فما ذو الحبِّ معذولُ … العقل مختبلٌ والقلب متبول
هزَّت له أسمرًا من خوط قامتها … فما انثنى الصبُّ إلا وهو مقتولُ
بديعية فُصِّل الحسن البديع لها … فكم لها جُملٌ منه وتفصيل
إلى الرَّسول تُزجَّى كل يعملة … أجلَّ من نحوه تُزجى المراسيل
من أنزلت فيه آيات مطهّرة … وأوردت فيه توراة وإنجيل
وسطرت من علاه كل خالدة … لها من الذكر تجويدٌ وترتيل
وعطّرت من شذاه كل ناحيةٍ … كأنما المسك في الأرجاء محلول
سرٌّ من العالم العلوي ضمَّنه … جسم من الجوهر الأرضي مجبول
نورٌ تمثَّل في أبصارنا بشرًا … على الملائك من سيماه تمثيل
لقد تسامى وجبريلٌ مصاحبه … إلى مقام تراخى عنه جبريل
قد انقضت معجزات الرسل حين قضوا … نحبًا وأفحم منها ذلك الجيل
ومعجزات رسول الله باقيةٌ … محفوظةٌ ما لها في الدَّهر تحويل
تكفل الله هذا الذكر يحفظه … وهل يضيع الذي بالله مكفول
هذي المفاخر لم تحظ الملوك بها … الملك منقطع والوحيُ موصول